قائمة المحتويات
محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد القاسم بن بريد.">(1)، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث طويل ـ قال: إنّ الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها ـ إلى أن قال: ـ فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده
ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزّ وجلّ (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان)
(2) وقال: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
(3) وقال: (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم)
(4) وقال: (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)
(5) فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو رأس الايمان، وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى اسمه: (وقولوا للناس حسنا)
(6) وقال: (قولوا آمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون)
(7) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله، وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزّ وجلّ عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله عزّ وجلّ، فقال: عزّ وجلّ في ذلك: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره)
(8) ثم استثنى موضع النسيان فقال: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم
الظالمين)
(9) وقال: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب)
(10) وقال تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكوة فاعلون)
(11) وقال: (وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه)
(12) وقال: (وإذا مروا باللغو مروا كراما)
(13) فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)
(14) أن ينظروا إلى عوراتهم، وأن ينظر المرء الى فرج أخيه ويحفظ
فرجه أن ينظر إليه وقال: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)
(15) من أن تنظر إحداهن إلى فرج اختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليه وقال: كل شيء في
القرآن من حفظ
الفرج فهو من
الزنا الا هذه الاية فانها من النظر، ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية اخرى فقال: (وما كنتم تستترون أن
يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم)
(16) يعني بالجلود: الفروج والافخاذ وقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا)
(17) فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملهما، وهو من الايمان، وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عزّ وجلّ، وفرض عليهما من الصدقة
وصلة الرحم والجهاد في
سبيل الله والطهور للصلوات، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم إلى
الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين)
(18) وقال: (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع
الحرب أوزارها)
(19) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما، وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عزّ وجلّ فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا)
(20) وقال: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الاصوات لصوت الحمير)
(21) وقال: فيما شهدت به الايدي والارجل على أنفسهما وعلى أربابها من تضييعها لما أمر الله به وفرضه عليها: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون)
(22) فهذا ايضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الايمان، وفرض على الوجه
السجود له بالليل والنهار في مواقيت
الصلاة فقال: (يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
الحج 22: 77.">(23) فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر (وان
المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا)
(24) ـ إلى أن قال: ـ فمن لقي الله حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقي الله عز وجل مستكملا لايمانه وهو من اهل الجنة، ومن خان في شيء منها او تعدى مما امر الله عزّ وجلّ فيها لقي الله ناقص الايمان ـ إلى أن قال: ـ وبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالنقصان دخل المفرطون النار.
المصادر
الكافي 2: 28 | 1.
الهوامش
1- في المصدر:
القاسم بن بريد.