وعن علي بن محمد، عن أبي صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: إن الله لما أهبط آدم (عليه السلام) أمره بالحرث والزرع، وطرح عليه غرسا من غرس الجنّة، فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان، فغرسها لعقبه وذريته، فأكل هو من ثمارها، فقال إبليس: ائذن لي أن آكل منه (1) شيئا فأبى (عليه السلام) أن يطعمه (2)، فجاء عند آخر عمر آدم، فقال لحوّا: قد أجهدني الجوع والعطش أريد أن تذيقيني من هذه الثمار، فقالت له: إن آدم عهد إلي أن لا أطعمك شيئا من هذا الغرس، وأنه (3) من الجنّة، ولا ينبغي لك أن تأكل منه، فقال لها: فاعصري منه في كفّي شيئا، فأبت عليه، فقال ذريني أمصه ولا آكله، فأخذت عنقودا من عنب فأعطته، فمصه ولم يأكل منه لما كانت حواء قد أكدت عليه، فلما ذهب يعض عليه اجتذبته حواء من فيه، فأوحى الله إلى آدم أن العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس، وقد حرّمت عليك من عصيره الخمر ماخالطه نفس إبليس، فحرّمت الخمر لان عدو الله إبليس مكر بحواء حتى أمصته العنبة، ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمارها وما يخرج منه (4)، ثم إنه قال لحواء: لو أمصصتيني (5) شيئا من التمر كما أمصصتيني من العنب، فأعطته تمرة فمصّها ـ إلى أن قال: ـ ثم إن إبليس ذهب بعد وفاة آدم فبال في أصل الكرمة والنخلة، فجرى الماء (في عودهما ببول) (6) عدو الله، فمن ثم يختمر العنب والكرم (7)، فحرّم الله على ذرية آدم كلّ مسكر، لان الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب وصار كل مختمر خمرا، لان الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله.