محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن محمّد بن مسلم أنّه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن ركود الشمس؟ فقال: يا محمّد، ما أصغر جثتك وأعضل (1) مسألتك، وإنّك لأهل للجواب، إنّ الشمس إذا طلعت جذبها سبعون ألف ملك بعد أن أخذ بكلّ شعاع منها خمسة آلاف من الملائكة من بين جاذب ودافع، حتى إذا بلغت الجّو وحاذت الكوّ (2) قلبها ملك النور ظهراً لبطن، فصار ما يلي الأرض إلى السماء، وبلغ شعاعها تخوم العرش، فعند ذلك نادت الملائكة سبحان الله، ولا إله إلاّ الله والحمدالله الّذي لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن وليّ من الذل وكبّره تكبيراً، فقال له: جعلت فداك، أحافظ على هذا الكلام عند زوال الشمس؟ فقال: نعم، حافظ عليه كما تحافظ على عينك، الحديث.
المصادر
الفقيه 1: 145 | 674.
الهوامش
1- المعضلة: المسألة الصعبة الضيّقة المخارج.. ومنه قوله (عليه السلام) ما أعضل مسألتك. (مجمع البحرين 5: 424).
2- وفي حديث الشمس (حتى إذا بلغت الجو وجازت الكّو)، قيل: المراد من الكّو هنا الدخول في دائرة نصف النهار على الاستعارة، ويؤيده ما روي من أن الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت الشمس. والكوّ والكوة: الثقب في الحائط. انظر مجمع البحرين (1: 364). لسان العرب (15: 236) وفي المصدر: جازت.