قضى
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » قضى

 البحث  الرقم: 1060  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 3255
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- القضاء: فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكل واحد منهما على وجهين: إلهي، وبشري. فمن القول الإلهي قوله تعالى:﴿ وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه ﴾[الإسراء/23] أي: أمر بذلك، وقال:﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب[الإسراء/4] فهذا قضاء بالإعلام والفصل في الحكم، أي: أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا:﴿ وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع ﴾[الحجر/66]، ومن الفعل الإلهي قوله:﴿ والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء[غافر/20]، وقوله:﴿ فقضاهن سبع سموات في يومين ﴾[فصلت/12] إشارة إلى إيجاده الإبداعي والفراغ منه نحو:﴿ بديع السموات والأرض ﴾[البقرة/117]، وقوله:﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ﴾[الشورى/14] أي: لفصل، ومن القول البشري نحو: قضى الحاكم بكذا، فإن حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشري:﴿ فإذا قضيتم مناسككم ﴾[البقرة/200]،﴿ ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ﴾[الحج/29]، وقال تعالى:﴿ قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي[القصص/28]، وقال:﴿ فلما قضى زيد منها وطرا ﴾[الأحزاب/37]، وقال:﴿ ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ﴾[يونس/71] أي: افرغوا من أمركم، وقوله:﴿ فاقض ما أنت قاض ﴾[طه/72]،﴿ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا[طه/72]، وقول الشاعر: - 369 - قضيت أمورا ثم غادرت بعدها (الشطر للشماخ، وعجزه: بوائج في أكمامها لم تفتق وهو من قصيدة له يرثي بها عمر بن الخطاب، ومطلعها: جزى الله خيرا من أمير وباركت * يد الله في ذاك الأديم الممزق وهو في ديوانه ص 449؛ والحماسة 1/453؛ وقيل: هي لجزء بن ضرار أخيه) يحتمل القضاء بالقول والفعل جميعا، ويعبر عن الموت بالقضاء، فيقال: فلان قضى نحبه، كأنه فصل أمره المختص به من دنياه، وقوله:﴿ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ﴾[الأحزاب/23]. قيل: قضى نذره؛ لأنه كان قد ألزم نفسه أن لا ينكل عن العدى أو يقتل، وقيل: معناه منهم من مات (انظر: أسباب النزول للواحدي ص 202)، وقال تعالى:﴿ ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ﴾[الأنعام/2] قيل: عني بالأول: أجل الحياة، وبالثاني: أجل البعث، وقال:﴿ يا ليتها كانت القاضية ﴾[الحاقة/27]، وقال:﴿ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ﴾[الزخرف/77] وذلك كناية عن الموت، وقال:﴿ فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض[سبأ/14] وقضى الدين: فصل الأمر فيه برده، والاقتضاء: المطالبة بقضائه، ومنه قولهم: هذا يقضي كذا، وقوله:﴿ لقضي إليهم أجلهم ﴾[يونس/11] أي: فرغ من أجلهم ومدتهم المضروبة للحياة، والقضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع، وقد ذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المعد للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل (انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 9/43 نقلا عن المفردات. وقال بعضهم: القضاء: الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر: الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل. انظر: فتح الباري، كتاب الدعوات: التعوذ من جهد البلاء 11/149)، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما لما أراد الفرار من الطاعون بالشام: أتفر من القضاء؟ قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله (انظر: بصائر ذوي التمييز 4/278، وهذا شطر من حديث طويل أخرجه البخاري في الطاعون، وفيه: (فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله...) الحديث في فتح الباري 10/179)؛ تنبيها أن القدر ما لم يكن قضاء فمرجو أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا مدفع له ويشهد لذلك قوله:﴿ وكان أمرا مقضيا ﴾[مريم/21] وقوله:﴿ كان على ربك حتما مقضيا ﴾[مريم/71]،﴿ وقضى الأمر[البقرة/ 210] أي: فصل تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه. وقوله:﴿ إذا قضى أمرا ﴾[آل عمران/47]. وكل قول مقطوع به من قولك: هو كذا أو ليس بكذا يقال له: قضية، ومن هذا يقال: قضية صادقة، وقضية كاذبة (هذا اصطلاح أهل المنطق، وعند أهل البلاغة تسمى خبرا. قال الأخضري: ما احتمل الصدق لذاته جرى * بينهم قضية وخبرا)، وإياها عنى من قال: التجربة خطر والقضاء عسر، أي: الحكم بالشيء أنه كذا وليس بكذا أمر صعب، وقال عليه الصلاة والسلام: (علي أقضاكم) (الحديث عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أرأف أمتي بها أبو بكر، وإن أصلبها في أمر الله لعمر، وإن أشدها حياء لعثمان، وإن أقرأها لأبي، وإن أفرضها لزيد، وإن أقضاها لعلي) أخرجه ابن عدي في الضعفاء 6/2097؛ وعزاه صاحب كشف الخفاء لأحمد، وليس عنده: (أقضاهم علي) وانظر: كشف الخفاء 1/108).


الفهرسة