- النفل قيل: هو الغنيمة بعينها لكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار، فإنه إذا اعتبر بكونه مظفورا به يقال له: غنيمة، وإذا اعتبر بكونه منحة من الله ابتداء من غير وجوب يقال له: نفل، ومنهم من فرق بينهما من حيث العموم والخصوص، فقال: الغنيمة ما حصل مستغنما بتعب كان أو غير تعب، وباستحقاق كان أو غير استحقاق، وقبل الظفر كان أو بعده. والنفل: ما يحصل للإنسان قبل القسمة من جملة الغنيمة، وقيل: هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال، وهو الفيء (قال أحمد البدوي الشنقيطي في نظم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم: وفيئهم والفيء في الأنفال * ما لم يكن أخذ عن قتال أما الغنيمة ففي الزحاف * والقتل عنوة لدى الزحاف)، وقيل هو ما يفصل من المتاع ونحوه بعد ما تقسم الغنائم، وعلى ذلك حمل قوله تعالى:﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾الآية [الأنفال/1]، وأصل ذلك من النفل. أي: الزيادة على الواجب، ويقال له: النافلة. قال تعالى:﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك ﴾[الإسراء/79]، وعلى هذا قوله:﴿ ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ﴾[الأنبياء/72] وهو ولد الولد، ويقال: نفلته كذا. أي: أعطيته نفلا، ونفله السلطان: أعطاه سلب قتيله نفلا. أي: تفضلا وتبرعا والنوفل: الكثير العطاء، وانتفلت من كذا: انتقيت منه.