نظر
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » نظر

 البحث  الرقم: 1286  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2924
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- النظر: تقليب البصر والبصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، وهو الروية. يقال: نظرت فلم تنظر. أي: لم تتأمل ولم تترو، وقوله تعالى:﴿ قل انظرو ماذا في السموات[يونس/101] أي: تأملوا. واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة، قال تعالى:﴿ وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ﴾[القيامة/22 - 23] ويقال: نظرت إلى كذا: إذا مددت طرفك إليه رأيته أو لم تره، ونظرت فيه: إذا رأيته وتدبرته، قال:﴿ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت[الغاشية/17] نظرت في كذا: تأملته. قال تعالى:﴿ فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم ﴾[الصافات/88 - 89]، وقوله تعالى:﴿ أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض ﴾[الأعراف/185] فذلك حيث على تأمل حكمته في خلقها. ونظر الله تعالى إلى عباده: هو إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم. قال تعالى:﴿ ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة[آل عمران/77]، وعلى ذلك قوله:﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾[المطففين/15]، والنظر: الانتظار. يقال: نظرته وانتظرته وأنظرته. أي: أخرته. قال تعالى:﴿ وانتظروا إنا منتظرون ﴾[هود/122]، وقال:﴿ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴾[يونس/102]، وقال:﴿ انظرونا نقتبس من نوركم ﴾[الحديد/13]،﴿ وما كانوا إذا منظرين ﴾[الحجر/8]،﴿ قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين ﴾[الأعراف/15 - 16]، وقال:﴿ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ﴾[هود/55]، وقال:﴿ لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ﴾[السجدة/29]، وقال:﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ﴾[الدخان/29]، فنفى الإنظار عنهم إشارة إلى ما نبه عليه بقوله:﴿ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ﴾[الأعراف/34]، وقال:﴿ إلى طعام غير ناظرين إناه ﴾[الأحزاب/53] أي: منتظرين، وقال:﴿ فناظرة بم يرجع المرسلون ﴾[النمل/35]،﴿ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة[البقرة/210]، وقال:﴿ هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ﴾[الزخرف/66] وقال:﴿ ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة[ص/15]، وأما قوله:﴿ رب أرني أنظر إليك ﴾[الأعراف/ 143]، فشرحه وبحث حقائقه يختص بغير هذا الكتاب. ويستعمل النظر في التحير في الأمور. نحو قوله:﴿ فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ﴾[البقرة/ 55]، وقال:﴿ وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ﴾[الأعراف/198]، وقال:﴿ وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي ﴾[الشورى/45]،﴿ ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ﴾[يونس/43]، فكل ذلك نظر عن تحير دال على قلة الغناء. وقوله:﴿ وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ﴾[البقرة/50]، قيل: مشاهدون، وقيل: تعتبرون، وقول الشاعر: - 447 - نظر الدهر إليهم فابتهل (الشطر للبيد، وقد تقدم في مادة (بهل)) فتنبيه أنه خانهم فأهلكهم. وحي نظر. أي: متجاورون يرى بعضهم بعضا، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يتراءى نارهما) (الحديث تقدم في مادة (رأى)). والنظير: المثيل، وأصله المناظر، وكأنه ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه فيباريه، وبه نظرة. إشارة إلى قول الشاعر: - 448 - وقالوا به من أعين الجن نظرة (شطر بيت، وعجزه: [ولو صدقوا قالوا به نظرة الإنس] وهو في الغيث المسجم 1/263 دون نسبة) والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر، واستحضار كل ما يراه ببصيرته، والنظر: البحث، وهو أعم من القياس؛ لأن كل قياس نظر، وليس كل نظر قياسا.


الفهرسة