- الرزق يقال للعطاء الجاري تارة، دنيويا كان أم أخرويا، وللنصيب تارة، ولما يصل إلى الجوف ويتغذى به تارة (ورده الرازي في تفسيره 2/30)، يقال: أعطى السلطان رزق الجند، ورزقت علما، قال:﴿ وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ﴾[المنافقون/10]، أي: من المال والجاه والعلم، وكذلك قوله:﴿ ومما رزقناهم ينفقون ﴾[البقرة/3]،﴿ كلوا من طيبات ما رزقناكم ﴾[البقرة/172]، وقوله:﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾[الواقعة/82]، أي: وتجعلون نصيبكم من النعمة تحري الكذب. وقوله:﴿ وفي السماء رزقكم ﴾[الذاريات/22]، قيل: عني به المطر الذي به حياة الحيوان (وهو قول الضحاك، انظر: الدر المنثور 7/619). وقيل هو كقوله:﴿ وأنزلنا من السماءماء ﴾[المؤمنون/18]، وقيل: تنبيه أن الحظوظ بالمقادير، وقوله تعالى:﴿ فليأتكم برزق منه ﴾[الكهف/19]، أي: بطعام يتغذى به. وقوله تعالى:﴿ والنخل باسقات لها طلع نضيد *** رزقا للعباد ﴾[ق/10 - 11]، قيل: عني به الأغذية، ويمكن أن يحمل على العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل، وكل ذلك مما يخرج من الأرضين، وقد قيضه الله بما ينزله من السماء من الماء، وقال في العطاء الأخروي:﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾[آل عمران/169]، أي: يفيض الله عليهم النعم الأخروية، وكذلك قوله:﴿ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾[مريم/62]، وقوله:﴿ إن الله هو الرزاق ذو القوة ﴾[الذاريات/58]، فهذا محمول على العموم. والرازق يقال لخالق الرزق، ومعطيه، والمسبب له، وهو الله تعالى (انظر: الأسماء والصفات ص 86)، ويقال ذلك للإنسان الذي يصير سببا في وصول الرزق. والرزاق لا يقال إلا لله تعالى، وقوله:﴿ وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ﴾[الحجر/20]، أي: بسبب في رزقه، ولا مدخل لكم فيه، وقوله:﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون ﴾[النحل/73]، أي: ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه، وسبب من الأسباب. ويقال: ارتزق الجند: أخذوا أرزاقهم، والرزقة: ما يعطونه دفعة واحدة.