- النسخ: إزالة شيء يتعقبه، كنسخ الشمس الظل، والظل الشمس، والشيب الشباب. فتارة يفهم الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران. ونسخ الكتاب: إزالة الحكم بحكم يتعقبه. قال تعالى:﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ﴾[البقرة/106] قيل: معناه ما نزيل العمل بها، أو نحذفها عن قلوب العباد، وقيل: معناه: ما نوجده وننزله. من قولهم: نسخت الكتاب، وما ننسأه. أي: نؤخره فلم ننزله،﴿ فينسخ الله ما يلقي الشيطان ﴾[الحج/52]. وننسخ الكتاب: نقل صورته المجردة إلى كتاب آخر، وذلك لا يقتضي إزالة الصورة الأولى بل يقتضي إثبات مثلها في مادة أخرى، كاتخاذ نقش الخاتم في شموع كثيرة، والاستنساخ: التقدم بنسخ الشيء، والترشح للنسخ. وقد يعبر بالنسخ عن الاستنساخ. قال تعالى:﴿ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ﴾[الجاثية/29]. والمناسخة في الميراث: هو أن يموت ورثة بعد ورثة والميراث قائم لم يقسم، وتناسخ الأزمنة والقرون: مضي قوم بعد قوم يخلفهم. والقائلون بالتناسخ قوم ينكرون البعث على ما أثبتته الشريعة، ويزعمون أن الأرواح تنتقل إلى الأجسام على التأبيد (قال عبد القاهر البغدادي: القائلون بالتناسخ أصناف: صنف من الفلاسفة وصنف من السمنية، وهذان الصنفان كانا قبل الإسلام. وصنفان آخران ظهرا في دولة الإسلام: أحدهما: من جملة القدرية، والآخر من جملة الرافضة الغالية. وأول من قال بهذه الضلالة السبئية من الرافضة؛ لدعواهم أن عليا صار إلها حين حل روح الإله فيه. راجع تفصيل ذلك في الفرق بين الفرق ص 270 - 276).