حفظ
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » حفظ

 البحث  الرقم: 208  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 3049
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا، ثم يستعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية، قال الله تعالى:﴿ وإنا له لحافظون ﴾[يوسف/12]،﴿ حافظوا على الصلوات ﴾[البقرة/238]،﴿ والذين هم لفروجهم حافظون ﴾[المؤمنون/5]،﴿ والحافظين فروجهم والحافظات ﴾[الأحزاب/35]، كناية عن العفة﴿ حافظات للغيب بما حفظ الله[النساء/34]، أي: يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أن الله تعالى يحفظهن، أي: يطلع عليهن، وقرئ:﴿ بما حفظ الله(وبها قرأ أبو جعفر المدني. انظر: الإتحاف ص 189) بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حق الله تعالى لا لرياء وتصنع منهن، و﴿ فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾[الشورى/48]، أي: حافظا، كقوله:﴿ وما أنت عليهم بجبار ﴾[ق/45]،﴿ وما أنت عليهم بوكيل ﴾[الأنعام/107]،﴿ فالله خير حافظا ﴾[يوسف/64]، وقرئ:﴿ حفظا ﴾(وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وشعبة عن عاصم. انظر: الإتحاف ص 266) أي: حفظه خير من حفظ غيره،﴿ وعندنا كتاب حفيظ ﴾[ق/4]، أي: حافظ لأعمالهم فيكون﴿ حفيظ ﴾بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى:﴿ الله حفيظ عليهم ﴾[الشورى/6]، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى:﴿ علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴾[طه/52]، والحفاظ: المحافظة، وهي أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل:﴿ والذين هم على صلاتهم يحافظون ﴾[المؤمنون/9]، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه في قوله:﴿ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴾[العنكبوت/45]، والتحفظ: قيل: هو قلة الغفلة (انظر: المجمل 1/244؛ والبصائر 2/481)، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيرها كما ترى. والحفيظة: الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرد، فقيل: أحفظني فلان، أي: أغضبني.


الفهرسة