- الهلاك على ثلاثة (في المطبوعة: ذكر أن الهلاك على ثلاثة أوجه، ثم عدها أربعة، وتبعه في ذلك الفيروزآبادي في البصائر. لكن نجد أن السمين قال: الهلاك على أربعة أوجه، وذكرها. انظر: عمدة الحفاظ (هلك)) أوجه: - افتقاد الشيء عنك، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى:﴿ هلك عني سلطانيه ﴾[الحاقة/29]. - وهلاك الشيء باستحالة وفساد كقوله:﴿ ويهلك الحرث والنسل ﴾[البقرة/ 205] ويقال: هلكالطعام. والثالث: الموت كقوله:﴿ إن امرؤ هلك ﴾[النساء/176] وقال تعالى مخبرا عن الكفار:﴿ وما يهلكنا إلا الدهر ﴾[الجاثية/24]. ولم يذكر اللهالموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذم إلا في هذا الموضع، وفي قوله:﴿ ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعثالله من بعده رسولا ﴾[غافر/34]، وذلك لفائدة يختص ذكرها بما بعد هذا الكتاب. والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا، وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله:﴿ كل شيءهالك إلا وجهه ﴾[القصص/88] ويقال للعذاب والخوف والفقر: الهلاك، وعلى هذا قوله:﴿ وما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ﴾[الأنعام/26]،﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن ﴾[مريم/74]،﴿ وكم من قرية أهلكناها ﴾[الأعراف/4]،﴿ فكأين من قرية أهلكناها ﴾[الحج/45]،﴿ أفتهلكنا بما فعل المبطلون ﴾[الأعراف/173]،﴿ أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ﴾[الأعراف/ 155]. وقوله:﴿ فعليهلك إلا القوم الفاسقون ﴾[الأحقاف/35] هو الهلاك الأكبر الذي دل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا شر كشر بعده النار) (لم أجده؛ وقد تقدم ص 300)، وقوله تعالى:﴿ ما شهدنا مهلكأهله ﴾[النمل/ 49]. والهلك بالضم: الإهلاك، والتهلكة: ما يؤدي إلى الهلاك، قال تعالى:﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾[البقرة/195] وامرأة هلوك: كأنها تتهالك في مشيها كما قال الشاعر: - 469 - مريضات أوبات التهادي كأنما * تخاف على أحشائها أن تقطعا (البيت لمسلم بن الوليد في الحماسة البصرية 2/220، والحيوان 4/259. البيت نسبه المؤلف في المحاضرات للسعيد، وبعده: تسيب انسياب الأيم أخضره الندى * يرفع من أطرافه ما ترفعا انظر: محاضرات الأدباء 2/139؛ والحيوان للجاحظ 4/259؛ وعمدة الحفاظ (هلك)؛ وتفسير الراغب ورقة 129) وكني بالهلوك عن الفاجرة لتمايلها، والهالكي: كان حداد من قبيلة هالك، فسمي كل حداد هالكيا، والهلك: الشيء الهالك.