- النهي: الزجر عن الشيء. قال تعالى:﴿ أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى ﴾[العلق/9 - 10] وهو من حيث المعنى لا فرق بين أن يكون بالقول أو بغيره، وما كان بالقول فلا فرق بين أن يكون بلفظة أفعل نحو: اجتنب كذا، أو بلفظة لا تفعل. ومن حيث اللفظ هو قولهم: لا تفعل كذا، فإذا قيل: لا تفعل كذا فنهي من حيث اللفظ والمعنى جميعا. نحو قوله تعالى:﴿ ولا تقربا هذه الشجرة ﴾[البقرة/35]، ولهذا قال:﴿ وما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة ﴾[الأعراف/20] وقوله:﴿ وأما من خلفمقامربه ونهى النفس عن الهوى ﴾[النازعات/40] فإنه لم يعن أن يقول لنفسه: لا تفعل كذا، بل أراد قمعها عن شهوتها ودفعها عما نزعت إليه وهمت به، وكذا النهي عن المنكر يكون تارة باليد، وتارة باللسان، وتارة بالقلب. قال تعالى:﴿ أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾[هود/62] وقوله:﴿ إن اللهيأمر ﴾إلى قوله:﴿ وينهى عن الفحشاء ﴾[النحل /90] (الآية:﴿ إن اللهيأمربالعدلوالإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ﴾)، أي: يحث على فعل الخير ويزجر عن الشر، وذلك بعضه بالعقل الذي ركبه فينا، وبعضه بالشرع الذي شرعه لنا، والانتهاء: الانزجار عما نهى عنه، قال تعالى:﴿ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ﴾[الأنفال/38] وقال:﴿ لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ﴾[مريم/46] وقال:﴿ لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾[الشعراء/ 116]،﴿ فهل أنتم منتهون ﴾[المائدة/91]،﴿ فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ﴾[البقرة/275] أي: بلغ به نهايته. والانهاء في الأصل: إبلاغ النهي، ثم صار متعارفا في كل إبلاغ، فقيل: أنهيت إلى فلان خبر كذا. أي: بلغت إليه النهاية، وناهيك من رجل كقولك: حسبك، ومعناه: أنه غاية فيما تطلبه، وينهاك عن تطلب غيره، وناقة نهية: تناهت سمنا، والنهية: العقل الناهي عن القبائح. جمعها: نهى. قال تعالى:﴿ إن في ذلك لآيات لأولي النهى ﴾[طه/54] وتنهية الوادي حيث ينتهي إليه السيل، ونهاء النهار: ارتفاعه، وطلب الحاجة حتى نهي عنها. أي: انتهى عن طلبها، ظفر بها أو لم يظفر.