- الوسوسة: الخطرة الرديئة، وأصله من الوسواس، وهو صوت الحلي، والهمس الخفي. قال الله تعالى:﴿ فوسوس إليه الشيطان ﴾[طه/120]، وقال:﴿ من شر الوسواس ﴾[الناس/4] ويقال لهمس الصائد وسواس. * وسط - وسط الشيء: ما له طرفان متساويا القدر، ويقال ذلك في الكمية المتصلة كالجسم الواحد إذا قلت: وسطه صلب، وضربت وسط رأسه بفتح السين. ووسط بالسكون. يقال في الكمية المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين. نحو وسط القوم كذا. والوسط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان. يقال: هذا أوسطهم حسبا: إذا كان في واسطة قومه، وأرفعهم محلا، وكالجود الذي هو بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط، فيمدح به نحو السواء والعدل والنصفة، نحو:﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا ﴾[البقرة/143] وعلى ذلك قوله تعالى:﴿ قال أوسطهم ﴾[القلم/48] وتارة يقال فيما له طرف محمود، وطرف مذموم كالخير والشر، ويكنى به عن الرذل. نحو قولهم: فلان وسط من الرجال تنبيها أنه قد خرج من حد الخير. وقوله:﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ﴾[البقرة/ 238]، فمن قال: الظهر (وبه قال ابن عمر، فقد أخرج الطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن ابن عمر أنه سئل عن الصلاة الوسطى؟ فقال: كنا نتحدث أنها الصلاة التي وجه فيها رسول الله إلى القبلة: الظهر. الدر المنثور 1/719. وبه قال زيد بن ثابت كما أخرجه عنه مالك في الموطأ. الزرقاني على الموطأ 1/285) فاعتبارا بالنهار، ومن قال: المغرب (روى ذلك ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس وابن جرير عن قبيصة بن ذؤيب. الزرقاني على الموطأ 1/286)؛ فلكونها بين الركعتين وبين الأربع اللتين بني عليهما عدد الركعات، ومن قال: الصبح (أخرج مالك أن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس كانا يقولان: الصلاة الوسطى صلاة الصبح. وقال مالك وقول علي وابن عباس أحب ما سمعت إلي في ذلك. الزرقاني على الموطأ 1/285. وهذا القول محكي عن ابن عمر أيضا وعطاء وطاووس وعكرمة. انظر: الدر المنثور 1/917) فلكونها بين صلاة الليل والنهار. قال: ولهذا قال:﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ﴾الآية [الإسراء/78]. أي: صلاته. وتخصيصها بالذكر لكثرة الكسل عنه إذ قد يحتاج إلى القيام إليها من لذيذ النوم، ولهذا زيد في أذانه: (الصلاة خير من النوم) (قال الترمذي: فسر ابن مبارك وأحمد أن التثويب أن يقول المؤذن في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، وهو قول صحيح، ويقال لها: التثوب أيضا، وهو الذي اختاره أهل العلم ورأوه، روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم. راجع: عارضة الأحوذي 1/215؛ وشرح الموطأ للزرقاني 1/144؛ ومعالم السنن 1/155)، ومن قال: صلاة العصر (وهو قول أكثر العلماء. وقاله من المالكية ابن حبيب وابن العربي وابن عطية، وهو الصحيح عند الحنفية والحنابلة، وذهب إليه أكثر الشافعية. انظر: الزرقاني 1/286؛ وفتح الباري 8/194) فقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب: (شغلونا عن صلاة الوسطى وصلاة العصر، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا). انظر: فتح الباري في التفسير 8/195؛ ومسلم في المساجد رقم 627)؛ فلكون وقتها في أثناء الأشغال لعامة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ؛ إما قبلها؛ وإما بعدها، ولذلك توعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) (أخرجه الشيخان عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: (إن الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله). انظر: فتح الباري في المواقيت 2/24؛ ومسلم في المساجد رقم 626؛ ومالك في الموطأ 1/11؛ وغيرهم).