تواضع النبيّ صلّى الله عليه وآله
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » تواضع النبيّ صلّى الله عليه وآله

 البحث  الرقم: 1015  التاريخ: 27 صفر المظفّر 1430 هـ  المشاهدات: 4805
قائمة المحتويات {* قُل: إنّما أنا بَشَرٌ مِثلُكُم *} (1).
في هذه الآية علّم اللهُ جلّ جلاله المصطفى عليه الصلاة والسّلام التواضع، وجعله متواضعاً؛ ذلك أنّه لا حِليَة للعبد أزهى من حلية التواضع، ولا لباس أعدَل وأجمل للقامة الترابية (2) من لباس الخشوع.
ولقد تأدّب رسول الله بهذا الخطاب الربّاني وهذا التعليم الإلهي.. حتّى أنّه كان يعود المريض، ويُشيّع الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد.. على الرغم من أنّ السيّد صلّى
عليه وآله سيّد ولد آدم.">(3) صلوات الله وسلامه عليه كان يمتلك وثيقة الله بالتقدّم على الكونَين في مدارج الكمال، وكان له خالُ الإقبال على طلعة الجمال. وليلة المعراج كان جبرائيل وميكائيل ـ وهما من سادات الملائكة ـ أمام بُراق عظمته ومركب عزّته خادمَين له.. يناديان بين يدَيه: «افسحوا الطريق!».
ومع كلّ ما هو عليه من الكمال والجمال والحشمة والمنزلة.. كان من تواضعه في مقام العبودية ومن تَنَزّله أن يركب حماراً ضئيلاً، وإذا ما دعاه مملوك إلى طعامه أجاب.
ما أعجَبَها مِن حالة! مرّةً يكون مركبه بُراق الجنّة وهو على حاله ذاك (لم يتغيّر)، ومرّةً يكون مركبه حمار ضئيل، وهو على حاله ذاك أيضاً.
أجَل.. إنّ مركبه مختلف، لكنّ الراكب في كلا الحالتين باقٍ على نفس الصفة، ونفس الهمّة، ونفس الإرادة. إذا كان على البُراق فإنّه لا يتكبّر، وإذا كان على الحمار فلا يقع على مُحيّا عزّته النبوية غبارُ المذلّة. (519: 8)

الهوامش

1- فصّلت، من الآية 6.
2- أي قامة الإنسان المجبول من التراب.
3- المراد: رسول الله صلّى عليه وآله سيّد ولد آدم.

الروابط
المقالات: صفة لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفراشه ونعله ونومه وسواكه *
مواقع الإنترنيت: شبكة الإمام الرضا عليه السلام
مفاتيح البحث: التواضع،
النبي محمّد (صلى الله عليه وآله)

الفهرسة