الظلم
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » الظلم

 البحث  الرقم: 147  التاريخ: 28 شوال المكرم 1429 هـ  المشاهدات: 13239
قائمة المحتويات

تعريف الظلم

للظلم معنيان: الظلم بالمعنى الاعم، والظلم بالمعنى الأخص.
الظلم بالمعنى الاعم، وهو المعبّر عنه ضد العدالة، هو عبارة عن التجاوز والتعدي عن الحدّ الوسط في كل شيء كان، وهذا يكون جامع للرذائل بأسرها، وقد يطلق عليه الجور ايضاً.
وأمّا الظلم بالمعنى الاخص، فقد يراد به ما يرادف الاضرار والايذاء بالغير، وهو يتناول قتله وضربه وشتمه وقذفه وغيبته، وأخذ ماله قهراً ونهباً وغصباً وسرقة، وغير ذلك من الأقوال والأفعال المؤذية.
والظلم لغة: وضع الشيء في غير موضعه، فالشرك ظلم عظيم، لجعله موضع التوحيد عند المشركين. وعرفاً هو: بخس الحق، والاعتداء على الغير، قولاً أو عملاً، وهو الظلم بالمعنى الأخص الذي ذكر آنفاً، كالسباب والاغتياب ومصادرة الاموال، ونحو ذلك من صور الظلامات المادية أو المعنوية.

بواعث الظلم

بواعثه من مصادر شتى، فإن كان الباعث العداوة والحسد فيكون الظلم من رذائل قوة الغضب، وإن كان باعثه الحرص والطمع في المال، فيكون من رذائل قوة الشهوة.

ذم الظلم

الظلم من اعظم المعاصي واشدّها عذاباً باتفاق جميع الطوائف، وهو من السجايا الراسخة في أغلب النفوس، وقد عانت البشرية في تاريخها الطويل ألوان المآسي والأهوال، مما جهّم الحياة ووسمها بطابع كئيب رهيب، من أجل ذلك كان الظلم جماع الآثام، ومنبع وداعية الفساد والدمار، ويدل على ذمّه ما تكرر في القرآن من اللعن على الظالمين، وكفاه ذماً أنّه تعالى قال في مقام ذم الشرك: «انّ الشركَ لظلمٌ عظيم» [سورة لقمان: 13]، وقال تعالى: «لا يُفلح الظالمون» [سورة الانعام: 21]، «والله لا يُحبّ الظالمين» [سورة آل عمران: 57]، «إنَّ الظالمين لهم عذاب أليم» [سورة إبراهيم: 22]، وقال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «إنَّ أهون الخلق على الله مَن وليَ أمرَ المسلمين فلم يعدل لهم»، وقال (صلّى الله عليه وآله): «إتقوا الظلم، فانّه ظلمات يوم القيامة» [جامع السعادات: 2/23].

أنواع الظلم

هناك صور عديدة للظلم، منها:
(1) ظلم الأنسان نفسه: وذلك بإهمال توجيهها إلى طاعة الله عزّوجلّ، وتقويمها بالخُلق الكريم والسلوك الرضي، مما يزجّها في متاهات الغواية والضلال، فتبوء آنذاك بالخيبة والهوان.
(2) ظلم الإنسان عائلته: وذلك باهمال تربيتهم تربية اسلامية صادقة، وإغفال توجيههم وجهة الخير والصلاح، وسياستهم بالقسوة والعنف، والتقتير عليهم بضروريات الحياة ولوازم العيش الكريم، مما يؤدي إلى تسيبهم وبليلة حياتهم مادياً وأدبيّاً.
(3) ظلم الإنسان ذوي قرباه: وذلك بجفائهم وخذلانهم في الشدائد والأزمات، وحرمانهم من مشاعر العطف والبر، مما يبعث على تناكرهم وتقاطعهم.
(4) ظلم الإنسان للمجتمع: وذلك بالاستعلاء على افراده وبخس حقوقهم، والاستخفاف بكراماتهم، وعدم الاهتمام بشؤونهم ومصالحهم، وما إلى ذلك من دواعي تسيب المجتمع وضعف طاقاته. وابشع المظالم الاجتماعية ظلم الضعفاء، الذين لا يستطيعون صدّ العدوان عنهم، ولا يملكون إلاّ الشكوى والضراعة إلى العدل الرحيم في ظلاماتهم.
(5) ظلم الحكّام والمتسلطين: وذلك باستبدادهم، وخنقهم حريات الشعوب، وامتهان كراماتهم، وابتزاز أموالهم وتسخيرها لمصالحهم الخاصة، من أجل ذلك كان ظلم الحكّام أسوأ انواع الظلم واشدّها نُكراً، وأبلغها ضرراً على كيان الأمة ومقدراتها.

معونة الظالم

لم يكن الظلم مقصوراً على الجائرين فحسب، وإنّما يشمل من ضلع في ركابهم، وارتضى اعمالهم، وأسهم في جورهم، فمعين الظالم والراضي بفعله والساعي له في قضاء حوائجه وحصول مقاصده، كالظالم بعينه في الإثم والعقوبة. قال النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله): «إذا كان يوم القيامة، نادى منادٍ: أين الظلمة وأعوان الظلمة، ومَنْ لاق لهم دواة أو ربط لهم كيساً، مدهم بمدة قلم؟ فاحشروهم معهم» [جامع السعادات: 2/25]، وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): «العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم». لذلك كانت نصرة المظلوم وحمايته من عسف الجائرين، من افضل الطاعات، واعظم القربات إلى الله تعالى.

علاج الظلم

من العسير جداً علاج الظلم، واجتثاث جذوره المتغلغلة في اعماق النفس، بيد ان من الممكن تخفيف حدته وتلطيف هواه، وذلك بالتوجيهات الآتية:
(1) التذكر لما جاء في مزايا العدل وجميل آثاره في حياة الامم والأفراد، من اشاعة السلام ونشر الوئام والرخاء.
(2) الاعتبار بما يتم عرضه من مساوئ الظلم وجرائره المادية والمعنوية.
(3) تقوية الوازع الديني، وذلك بتربية الضمير والوجدان، وتنويرهما بقيم الايمان ومفاهيمه الهادفة الموجهة.
(4) استقراء سِيرَ الطغاة وما عانوه من غوائل الجور وعواقبه الوخيمة.

الروابط
القاموس: الظلم
الأشخاص: السيد خالد الموسوي [المراسل]
مفاتيح البحث: ذم الظلم،
أنواع الظلم،
تعريف الظلم،
بواعث الظلم،
الظلم،
علاج الظلم،
...
المواضيع: رذائل الأخلاق

الفهرسة