سلسلة ابحاث الغيبة/الحلقة الثانية
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » سلسلة ابحاث الغيبة/الحلقة الثانية

 البحث  الرقم: 152  التاريخ: 4 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 4480
قائمة المحتويات بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية: بعد ان اثبتنا في الحلقة الاولى ان التفسير الصحيح للغيبة هو المقابل للظهور طرحنا سؤال وتركنا الاجابة علية الى الحلقة الثانية والسؤال هو: هل هناك تصورات للخفاء في منظومة الغيبة؟
وسنجعل هذا السؤال عنوانا لبحثنا في هذه الحلقة
عندما نتصفح الروايات عن الائمة (ع) نجد ان هناك تصويرين للخفاء,
التصوير الاول: خفاء الشخص
التصوير الثاني: خفاء العنوان
1- خفاء الشخص: وهذا التصوير يشير الى ان الامام المهدي (عج) مختفي بشخصه وجسمه فلايتسنى لاحد رؤيته الا اذا اراد هو (عج) ان يظهر نفسه للاخرين ـ لمصلحة ـ بشكل مؤقت طبعا ثم يعود الى الاختفاء, فيمكن تشبيهه في حال اختفائه بالمجرد الذي لايدرك بالحواس طبعا كالملائكة والروح وغيرهما.
والمستند في هذا التصوير الروايات التي تشير الى خفاء شخصه (عج) في غيبته نذكر منها: ما اخرجه الصدوق باسناده عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال {{الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته (4)}} وبسنده أيضا عن الريان بن الصلت قال سمعته يقول سئل ابو الحسن الرضا (ع) عن القائم فقال: {{لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (5)}} فهذا الاختفاء يتم بطريق الاعجاز الالهي, كما تم له طول العمر على مدى السنين المتطاولة بطريق الاعجاز ايضا, وكلا الامرين (الاعجاز وطول العمر) يحصلان لاجل حفظ الامام (عج) وصيانته عن الاخطار لكي يقوم بمسؤليته في اليوم الموعود, فاذا كانت صيانته وحفظه منحصرة باختفاء شخصه لزم على الله عزوجل تنفيذ هذه المعجزة وفاء بغرضه الكبير.
2- خفاء العنوان:
ومفاد هذا التصوير ان الناس يرون الامام المهدي (عج) من دون ان يكونوا عارفين او ملتفتين الى حقيقته وعنوانه؛ لان المهدي (عج) تربى في حضن ابيه (ع) محتجبا عن الناس الا القليل من الخاصة الذين اراد الامام العسكري (ع) ان يطلعهم على وجوده ويثبت لهم امامته بعده, هذا في حياة ابيه (ع) اما بعد وفاته فقد ازداد (عج) احتجابا ولايكاد يتصل بالناس الا عن طريق سفرائه الاربعة, باستثناء عدد من الخاصة المأمونين الذين كانوا يبحثون عن الخلف بعد الامام العسكري (ع) كعلي بن مهزيار الاهوازي وغيره وكلما تقدمت السنين في الغيبة الصغرى وتقدمت الاجيال قلّ الذين عاصروا الامام العسكري (ع) وشاهدوا ابنه المهدي (عج) حتى انقرضوا وظهرت اجيال جديدة لاتعرف من اسلوب اتصالها بالامام الا الاتصال بسفيره على افضل تقدير وكان هذا الجيل ومن تعاقب بعده جاهلا بالكلية بشكل الامام وملامحه بحيث لو واجهوه لما عرفوه البتة الا باقامة الدليل على نفسه
ومن هنا تتيسر للامام المهدي (عج) الفرصة ان يعيش كأي فرد من المجتمع ويمارس نشاطاته العامة والخاصة بشخصيته الثانية التي كما سنقرأ في المقابلات انها كانت تارة على هيئة اتجر من التجار او اعرابي من البادية او مزارع وهكذا.
وقد دلت عل هذا التصوير اخبار كثيرة منها ماخرجه الشيخ الطوسي في الغيبة عن السفير الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري انه قال: {{والله ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه¬¬¬¬¬ (6)}}.
ومنها: مارواه المفضل بن عمر عن ابي عبد الله الصادق عن ابائه عن امير المؤمنين (ع) في خطبة له على منبر الكوفة قال: {{ان من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها الا النومة, فقيل ياامير المؤمنين وما النومة؟ قال: الذي يعرف الناس ولايعرفونه واعلموا ان الارض لاتخلو من حجة لله عز وجل ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم اسرافهم على انفسهم ولو خلت الارض ساعة واحدة من حجة لله لساخت باهلها ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ({ع})}} الحديث.
س/أي التصورين اصح بالأخذ في تفسير معنى الغيبة؟
ج/نؤجل الإجابة على هذا السؤال الى الحلقة القادمة باذن الله
ابن النجف
{{فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا}}

الهوامش

4. كمال الدين ص333. الغيبة ص166
5. الكافي ج1 ص333. كمال الدين ص3 {ع} 0
6. الغيبة ص 364. كمال الدين ص 440 باب 43 ح8
7. بحار الأنوار ج51 ص 351

الروابط
الأشخاص: [المشرف] الشيخ مجتبى القائني [المراسل]
مفاتيح البحث: الغيبة،
الإمام المهدي (عليه السلام)
الواحات: الواحة المهدوية

الفهرسة