الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)

 البحث  الرقم: 19  التاريخ: 1 ذو الحجّة 1429 هـ  المشاهدات: 8857
قائمة المحتويات

مدخل

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات الشرعية والعقلية، وهو فرع من فروع الدين، وهو من أفضل العبادات، وأنبل الطاعات، وهو من أهم الأساليب والأدوات العملية في منع الرذائل، وانتشار الفضائل، وزرع بذور الخير والصلاح في المجتمع، وقلع جذور الشر والفساد والتحلل الأخلاقي من البنية الاجتماعية.
وفي القرآن الكريم نجد عشرات الآيات الشريفة التي تدعو للقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بهدف نشر الحق والفضيلة والصلاح في المجتمع، ومحاربة وقلع المنكر بمختلف أشكاله وألوانه وصوره.
وقد جعل القرآن المجيد فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحدى صفات الأمة التي نعتها ربها بأنها خير أمة، يقول تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} (1).
وجعل هذه الفضيلة أيضاً صفة من صفات المؤمنين، يقول تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (2).
وهي أيضاً صفة من صفات الصالحين كما في قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} (3).
وقد ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليه السلام) روايات مستفيضة في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد روي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ((إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له. فقيل: وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر)) (4)، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((لا ينبغي لنفس مؤمنة ترى من يعصي الله فلا تنكر عليه)) (5)، وقال الإمام علي (عليه السلام): ((إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق، ولكن يضاعفان الثواب ويعظمان الأجر، وأفضل منهما كلمة عدل عند إمام جائر)) (6)، وعنه (عليه السلام) قال: ((ما أعمال البر كلها، والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا كنفثة في بحر لجي..)) (7)، وعن أحدهما (عليه السلام) أنه قال: ((لا دين لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) (8)؛ وكل هذه الأحاديث الشريفة تدل على وجوب الأمر بالمعروف والجهر بالحق، ومعارضة بل ومحاربة كل أشكال المنكر.
وقد أفتى الفقهاء: بأن الأمر بالمعروف في الواجبات واجب، وفي المستحبات مستحب، والنهي عن المنكر في المحرمات واجب، وفي المكروهات مستحب.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أحد العوامل والأسباب التي دفعت بالإمام الحسين (عليه السلام) للثورة على حكم يزيد الذي نشر الظلم والفساد والتحلل الأخلاقي. ويوضح ذلك الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله: ((إني ما خرجت أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً؛ إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر)) (9).
فالإمام الحسين (عليه السلام) إنما ثار ونهض من أجل الإصلاح الشامل، وبهدف القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعندما رأى الإمام الحسين أن التغيير لا يمكن أن يكون إلا من خلال الثورة الشاملة ضد حكم يزيد ثار وقَدَّمَ نفسه وأهله وأصحابه فداء من أجل إصلاح الأمة وتغيير الواقع الفاسد.

تعريف المعروف

كلمة ((المعروف)) مأخوذة من مادة ((عرف)) وفي المادة معنى الظهور والارتفاع، وانتشار الرائحة الطيبة، وما كان كذلك فهو معروف مأنوس غير مجهول. والاعتراف هو الإقرار، وأصله إظهار معرفة الذنب، والمعروف هو ما عرفته العقول السليمة، وأنست إليه الطباع المستقيمة، وهو أيضاً اسم لكل فعل يُعرف بالشرع أو العقل حسنه، والعُرْف المستحسن الذي هو ضد المنكر (10).
وقد عرَّف المحقق ((الحلي)) المعروف بأنه: كل فعل حَسَن، اختص بوصف زائد على حسنه، إذا عرف فاعله ذلك، أو دلَّ عليه (11).
وعليه.. فإن كل أمر أو فعل حَسَن هو معروف.. فالصدق والأمانة والوفاء وحسن الخلق والشجاعة والكرم والحياء والصدقة ومساعدة المحتاج وإرشاد الضال.. معروف. والصلاة والصيام والحج والخمس والزكاة والاعتكاف والجهاد.. معروف. وحسن الجوار والقيام بآداب الضيافة والهدية وصلة الأرحام والإحسان إلى الوالدين.. معروف. والمساهمة في بناء المساجد والحسينيات، ودعم الأنشطة الاجتماعية المفيدة، والعمل على تنمية المواهب والطاقات.. معروف… وهكذا كل فعل ينص الشرع والعقل على حُسْنه فهو من المعروف.

تعريف المنكر

كلمة ((المنكر)) مشتقة من مادة ((نكر)) وهي مادة تدل على الجهل، والصعوبة، والاشتداد، والاستيحاش، والقبح، والنفور، وكراهية النفوس، يقول: أنكره، أي جهله إذ وجده على غير ما عهده، ويقال: أنكر فلان كذا، أي كرهه فلم يقره.
والمنكر هو الباطل، لأن العقول السليمة تنكره وترفضه، ولذلك قال علماء الأخلاق: إن المنكر هو ما تستقبحه العقول السليمة، ويحكم الدين بقبحه، وهو ضد المعروف، ويقول الأصفهاني: المنكر كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة (12).
وقال المحقق ((الحلي)): المنكر كل فعل قبيح، عرف فاعله قبحه، أو دلَّ عليه (13).
والمنكر ما حرمه الإسلام كالزنى واللواط والخمر والكذب والغيبة والنميمة والظلم والرشوة وشهادة الزور وأكل أموال اليتامى واللعب بالقمار والخيانة والغش والاحتكار وما إلى ذلك… أو كرهه كالذهاب إلى مجالس البطالين والتخلي في الشوارع والأزقة وأمام المنازل والبيوت وتحت الأشجار المثمرة والأكل في حال التخلي.. وغير ذلك مما هو مذكور بالتفصيل في الكتب الفقهية الموسعة.

المنكرات الكبرى

تتفاوت المنكرات في شدتها وخطورتها ومستواها وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات، فلا يمكن مقارنة منكر يمارسه فرد بصفته الشخصية بمنكر تمارسه دولة ما تمتلك من القدرات والإمكانيات ما يحول منكرها إلى معول هدم كبير لكيان المجتمع المسلم والأمة المسلمة.
ويمكن الإشارة إلى بعض أنواع المنكرات الكبيرة في النقاط التالية:
1- المنكر السياسي: ونقصد به مخالفة شرع الله تعالى في العمل السياسي والممارسة السياسية لدولة ما، أو اتباع سياسة تتناقض مع مصالح الأمة وأمنها الاستراتيجي.
وأي دولة تقوم على أساس الظلم والجور والفساد، وعدم تحكيم العدل والقسط والإحسان في سياستها فهي تمارس المنكر السياسي وهو أخطر منكر يهدد مصالح الأمة الإسلامية ومستقبلها.
2 ـ المنكر الاقتصادي: والمقصود به كل ممارسة اقتصادية قائمة على أكل أموال الناس بالباطل، ونهب ثروات الأمة، وغياب التوزيع العادل للثروات... فهو منكر اقتصادي يجب النهي عنه.
3 ـ المنكر الأخلاقي: ويتمثل في بث الفساد الأخلاقي في المجتمع، وإشاعة التحلل والميوعة بين الناس، وتزوير قيم المجتمع ومثله العليا... وما أشبه ذلك من منكرات أخلاقية يجب رفضها ومحاربتها.
4 ـ المنكر الثقافي: ويتجسد في بث ثقافة تتناقض مع ثقافة الإسلام وفكره، ومحاربة الثقافة الإسلامية ومظاهرها وقيمها وأخلاقها ومثلها وأهدافها.
ومثل هذا المنكر الثقافي يشكل خطراً محدقاً بالثقافة الإسلامية والقرآنية، وهو الأمر الذي يجب أن يدعونا إلى محاربته، والعمل على نشر ثقافة الإسلام وقيمه وأخلاقياته.
ومثل هذه المنكرات الكبرى التي تمارسها بعض الدول بكل ما تملكه من إمكانيات ضخمة وأدوات كبيرة ومؤثرة، أو بعض الجماعات والشبكات ذات المصلحة في بثها ونشرها في المجتمع المسلم تشكل خطورة على مصلحة الأمة الإسلامية ومستقبلها، ولذلك يجب التصدي لمثل هذه المنكرات وأضرابها، والوقوف أمام انتشارها في المجتمع.
وهذه المنكرات الكبرى التي كان يمارسها يزيد عبر حكمه الظالم هو الذي دفع بالإمام الحسين (عليه السلام) للثورة عليه، فقد قال (عليه السلام) في خطبة بأصحابه مبيناً فيها دوافع ثورته: (يا أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لِحُرَم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يُدخله مُدخله) ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير) (14).
وقد أوضح الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الخطبة أنواع المنكرات التي كان يمارسها حكم يزيد من المنكرات السياسية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية... وهو الأمر الذي دفعه للثورة على يزيد للقضاء على هذه المنكرات من خلال القضاء على مصدرها وهو حكم يزيد.

النهضة الحسينية وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إن أهم درس نستفيده من النهضة الحسينية أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يتطلب التضحية بالنفس والنفيس، فالإمام الحسين (عليه السلام) قد ضحى بنفسه وأهله وأصحابه في سبيل إقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول الشهيد مطهري: (إن أبا عبدالله الحسين (عليه السلام) قد أثبت في هذه النهضة، أنه ومن أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نعم من أجل هذا الأصل الإسلامي، يمكن للمرء أن يُضحي بحياته، وماله، وثرواته، ويتحمل كل أنواع اللوم والانتقاد.
فهل هناك أحد في الدنيا منح قيمةً لأصل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بمقدار ما أعطاه الحسين بن علي؟
إن معنى النهضة الحسينية يُفيد بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالغ القيمة إلى الحد الذي يُمكن فيه للمرء أن يُضحي في سبيله بكل شيء) (15).
وإنما ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه لأنه رأى أن الإسلام في خطر، فلم يعد يُعْمَل بالحق، ولا يتناهى عن باطل، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) موضحاً ذلك: (إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستنمرت جداً، فلم يبق منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء، وخسيسُ عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه! ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا شهادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً) (16).
فالإمام الحسين (عليه السلام) كان يواجه منكرات كبيرة لا يمكن الوقوف بوجهها والقضاء عليها إلا بتضحيته بنفسه وأهله وأصحابه... وهكذا كان!
ولولا ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ضد يزيد لما بقي من الإسلام إلا اسمه، ولانتشر الفساد والظلم والانحراف في كل شيء، وفي كل وقت؛ لكن استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) قد فضح فساد الحكم الأموي، وأوضح التدين المزيف الذي كان يتظاهر به أمام الناس.
وعندما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) وهو ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسيد شباب أهل الجنة، وقدم نفسه فداء للإسلام، فإن ذلك قد خلق تعاطفاً عارماً مع الحسين، وهو الأمر الذي أَدىَّ إلى انتفاضات متتابعة بعد ثورة الإمام الحسين للأخذ بثأره وثأر أهل بيته المظلومين.
وهكذا قَدَّم لنا الإمام الحسين (عليه السلام) درساً في التضحية والفداء بأغلى شيء من أجل الدفاع عن الإسلام وثقافته وقيمه، ومحاربة المنكرات بمختلف أشكالها وألوانها وصورها.
وهذا ما يجب أن نقوم به، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية الجميع، وعلى كل واحد منا أن يقوم بدوره تجاه هذه الفريضة الإسلامية بما يمكنه، وبحسب تأثيره وقدراته- مع توافر شرائطه المذكورة في كتب الفقه- وليس مسؤولية جهات معينة أو جهة أو شريحة خاصة؛ بل هو مسؤولية كل من يستطيع التأثير والتغيير، كما قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (17).

الهامش

الهوامش:
سورة آل عمران: الآية 110.
2 ـ سورة التوبة: الآية 112.
3 ـ سورة آل عمران: الآية 114.
4 ـ ميزان الحكمة، ج5، ص1941، رقم الحديث 12698.
5 ـ ميزان الحكمة، ج5، ص1941، رقم الحديث 12699.
6 ـ ميزان الحكمة، ج5، ص1944، رقم الحديث 12719.
7 ـ ميزان الحكمة، ج5، ص1940، رقم الحديث 12690.
8 ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 97، ص 86، رقم 59.
9 ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 44، ص 329، وكتاب الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي، دار الندوة الجديدة، بيروت، ج 5، ص 33.
10 ـ موسوعة أخلاق القرآن، ج3، ص207.
11 ـ تحرير الأحكام، العلامة الحلي، مؤسسة الإمام الصادق، قم ـ إيران، الطبعة الأولى 1420هـ، ج 2، ص 238.
12 ـ موسوعة أخلاق القرآن، ج3، ص220.
13 ـ تحرير الأحكام، العلامة الحلي، مؤسسة الإمام الصادق، قم ـ إيران، الطبعة الأولى 1420هـ، ج 2، ص 239.
14 ـ تاريخ الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية 1424هـ ـ 2003م، ج3، ص 307.
15 ـ الملحمة الحسينية، مرتضى مطهري، الدار الإسلامية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة 1422هـ ـ 2002م، ص 391.
16 ـ تاريخ الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية 1424هـ ـ 2003م، ج3، ص 307.
17 ـ سورة الحج: الآية 41.
بقلم: الشيخ عبدالله اليوسف
المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية

الروابط
المقالات: فلسفة الأمر بالمعروف عند الإمام علي (عليه السلام) *
مفاتيح البحث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والثورة الحسينية،
يزيد بن معاوية
الواحات: الواحة الحسينية

الفهرسة