الغرور
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » الغرور

 البحث  الرقم: 234  التاريخ: 9 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 6767
قائمة المحتويات

تعريف الغرور

وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان، فمن اعتقد أنّه على خير إمّا في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة، فهو مغرور، مثلاً: مَنْ يأخذ المال الحرام وينفضها في مصارف الخير، كبناء المساجد والمدارس وغيرها، يظنّ أن هذا خيرٌ له وسعادة مع أنّه محض الغرور، حيث خدعه الشيطان وأراه ما هو شرٌّ له خيراً، وهكذا الواعظ الذي غرضه الجاه.
ثمَّ لا ريب في أن سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل الطبع إليه عن شبهة ومخيلة، مركب من أمرين: أحدهما اعتقاد النفس بأن هذا خيرٌ له مع كونه خلاف الواقع، وثانيهما: حبها وطلبها باطناً لمقتضيات الشهوة أو الغضب، فإن الواعظ إذا قصد بوعظه طلب الجاه والمنزلة معتقداً أنّه يجلب به الثواب، تكون له رغبة إلى الجاه واعتقاد بكونه خيراً له، إذ يجلب به الثواب، تكون له رغبة إلى الجاه واعتقاد بكونه خيراً له، إذ الغني إذا أمسك ماله ولم ينفقه في مصارفه اللازمة، وواظب على العبادة معتقداً أن هذه المواظبة تكفي لنجاته وإن كان بخيلاً، يكون له حبٌّ للمال واعتقاد بأنه على خير. ثمَّ الاعتقاد المذكور راجع إلى نوع معين من الجهل المركب، وهو الجهل الذي يكون المجهول المعتقد فيه شيئاً يوافق الهوى، فيكون من رذائل القوة العاقلة، والحُبّ والطلب للجاه والمال من رذائل قوتي الغضب والشهوة، فالغرور يكون من رذائل القوى الثلاث، أو من رذائل العاقلة مع احدهما.

ذم الغرور

الغرور والغفلة منبع كل هلكة، واُمّ كل شقاوة، لذا ورد فيه الذمّ الشديد في الآيات والأخبار. قال تعالى: «فلا تغرنكم الحياةُ الدنيا ولا يغرّنكم بالله الغرور» [سورة لقمان: 33، سورة فاطر: 5]، وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): «حبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين أفضل من ملئ الأرض من المغترين»، وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): «المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لأنّه باع الأفضل بالأدنى...» [جامع السعادات: 2/164].
وكلما ورد في فضل العلم وذم الجهل، فهو دليل ذم الغرور، لأن الغرور نوع من الجهل، والذين غرتهم الحياة الدنيا بعض الكفّار والعصاة الذين أثروا الحياة الدنيا على الآخرة، قائلين: أن الدنيا نقدٌ والآخرة نسيئة، والنقد خير من النسيئة، ولذات الدنيا يقين والآخرة شك، واليقين خير من الشك.

طوائف المغرورين

الطائفة الاولى: الكفّار، وهم مغرورون بأسرهم، وهم ما بين من غرته الحياة الدنيا، وبين مَنْ غرّه الشيطان بالله.
الطائفة الثانية: العصاة والفسّاق من المؤمنين، وسبب غرورهم وغفلتهم: إمّا بعض بواعث الكفّار، أو ظنّهم أن الله تعالى كريم، ورحمته واسعة ونعمته شاملة، واين معاصي العباد إلى جانب بحار رحمته.
الطائفة الثالثة: أهل العلم، والمغرورون منهم فرق يطول ذكرها.
الطائفة الرابعة: الوعّاظ، والمغرورون منهم كثيرون، نصفح عنهم في هذه العجالة.
الطائفة الخامسة: أهل العبادة والعمل، والمغرورون منهم فرق كثيرة أيضاً.
الطائفة السادسة: المتصوفة، والمغرورون فيهم اكثر من ان يحصى.
الطائفة السابعة: الأغنياء وأرباب الأموال، والمغترون فيهم اكثر من سائر الطوائف.

علاج الغرور

لا تعجب من نفسك حيث ربّما اغتررت بمالك، وصحة جسمك لعلك تبقى، وربما اغتررت بطول عمرك، واولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم، وربما اغتررت بحالك ومنيتك وأصابتك مأمولك وهواك، وظننت أنّك صادق ومصيب، وربما اغتررت بما ترى الخلق من الندم على تقصيرك في العبادة، ولعلّ الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك، وربما اقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص، وربما افتخرت بعلمك ونسبك وأنت غافل عن مضمرات ما في علم الله، وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه، وربما حسبت أنّك ناصح للخلق وانت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك، وربما ذممت نفسك وأنت تمدحها في الحقيقة.
واعلم أنك لن تخرج من ظلمات الغرور والتمني إلاّ بصدق الانابة إلى الله والإخبات له، ومعرفة عيوب أحوالك من حيث لا يوافق العقل والعلم، ولا يحتمله الدين والشريعة وسنن القدوة وأئمة الهدى، وإن كنت راضياً بما أنت فيه، فما أحدٌ اشقى بعلمك منك واضيع عمراً، فأورثت حسرة يوم القيامة.

الروابط
القاموس: الغرور
الأشخاص: السيد خالد الموسوي [المراسل]
مفاتيح البحث: تعريف الغرور،
ذم الغرور،
الغرور،
علاج الغرور
المواضيع: رذائل الأخلاق

الفهرسة