البحث الرقم: 2563 التاريخ: 2 ربيع الآخر 1430 هـ المشاهدات: 9454
قال الإمام العسكري (عليه السلام): حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بَعَثَتْني إليكِ أسألُكِ. فأجابتها (عليها السلام) عن ذلك، فقالت: لا أشقُّ عليك يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). قالت فاطمة (عليها السلام): هاتي وَسلي عمَّا بدا لك، أرأيتِ من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه؟. فقالت: لا. فقالت (عليها السلام): اكتَرَيْتُ أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، أفأحرى أن لا يثقل عَلَيَّ. كما رَوَتْ (عليها السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وروى عنها أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام). وكذلك روى عنها (عليها السلام) عائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس، وعبد الله بن عباس، وأسماء بنت عُميس، وزينب بنت أبي رافع، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين (عليهم السلام). ومن الأحاديث التي روتها (عليها السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما يلي: أولاً: مَن كَان يُؤمِنُ بِالله واليومِ الآخر فَلا يُؤْذِ جَارَهُ. ثانياً: لَيسَ مِنَ المُؤمِنِين مَنْ لَم يَأْمَنْ جَارُه بَوائِقَه. ثالثاً: مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليومِ الآَخِر فَلْيُكرِم ضَيفَهُ. رابعاً: مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَليَقُل خَيراً أَولِيَسكُت. خامساً: إنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ، والإيمَانُ في الجَنَّة، وإنَّ الفُحشَ مِن البَذَاءِ، والبَذَاءُ في النَّار. سادساً: اللهُ يُحِبُّ الحَيِيَّ الحَلِيمَ، الضعيفَ المُتَعَفِّف، ويبغُضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ، السَّائِلَ المُلحِفَ. وجاءت ـ مَرَّةً ـ امرأةٌ من نساء المسلمين تسأل فاطمة (عليها السلام) مسائل علمية، فأجابتها فاطمة (عليها السلام) عن سؤالها الأول. وظَلَّت المرأة تسألها حتى بلغت أسئلتها العشرة، ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أَشُقُّ عليك يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقالت فاطمة (عليها السلام): هَاتِي وَسَلِي عَمَّا بدا لكِ، إني سمعت أبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إنَّ عُلمَاء أُمَّتِنَا يُحشرون، فيُخلع عَليهِم مِن الكرامات عَلى قَدَر كَثرةِ علومِهِم، وَجِدِّهِم في إِرشَادِ عِبَادِ اللهِ. ولم يَقتصر علمُها (عليها السلام) على النساء، بل كان الرجال أيضاً يقصدونها بقصد الاستفادة.