البكاؤون الخمسة
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » البكاؤون الخمسة

 البحث  الرقم: 265  التاريخ: 1 ذو الحجّة 1429 هـ  المشاهدات: 10497
قائمة المحتويات

البكاؤون الخمسة

الشيخ حسين الراضي
قال الصادق (عليه السلام) البكاءون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة وعلي بن الحسين (عليهم السلام):
فأما آدم إنه بكى على الجنة حتى صار على خديه أمثال الأودية، وبكى يعقوب على يوسف حتى ذهب بصره، وبكى يوسف على يعقوب حتى تأذى منه أهل السجن فقالوا إما تبكي بالليل وتسكت بالنهار أو
تسكت بالليل وتبكي بالنهار، وبكت فاطمة (عليها السلام) على فراق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تأذى أهل المدينة فكانت تخرج إلى البقيع فتبكي فيه، وبكى علي بن الحسين (عليه السلام) عشرين سنة_على رواية وبعض الروايات تذكر أكثر_ وما رأوه على أكل ولا على شرب إلا وهو يبكي فلاموه في ذلك فقال إني لم أذكر مصارع أبي وأهل بيتي إلا وخنقتني العبرة) (1)
عبرة كل مؤمن
عن أبي يحيى الحذاء عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسين فقال: (يا عبرة كل مؤمن. فقال: أنا يا أبتاه. قال: نعم يا بني) (2)
عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكر الحسين (عليه السلام) عند أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط فرأى أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك اليوم إلى الليل وكان (عليه السلام) يقول: (الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن) (3)
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) قال الحسين بن علي (عليه السلام): (أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر) (4)
سيد الشهداء
جاء بسند صحيح: عن ربعي بن عبد الله قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة أين قبور الشهداء فقال: (أليس أفضل الشهداء عندكم؟
والذي نفسي بيده أن حوله أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة) (5)
ماذا يمثل البكاء؟
البكاء يمثل:
1) التربية الروحية: إن البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) الذي حث عليه الأئمة ومارسوه عمليا في إقامتهم لتلك المآتم يراد به أن يستمر هذا العمل للأجيال القادمة وتتربى عليه أخلاقيا وروحيا وبالفعل تم ما أراده الأئمة (عليهم السلام) وهذا البكاء يغسل ما على النفس والروح من أوساخ قد تراكمت طيلة حياة الإنسان مثل ظلمة الشرك الأصغر والابتعاد عن الله وعصيانه والحقد والحسد للآخرين.
2) جهاد النفس: وهو الجهاد الأكبر لا يتم بسهولة وإنما يحتاج إلى جهاد كبير للنفس إن البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) والدمع الذي يسيل على الخدين هو في الحقيقة جهاد للنفس وكسر لطغيانها وجبروتها وكبريائها.
3) القوة على العدو: إن البكاء على الحسين (عليه السلام) ليس فيه معنى للذل والخنوع والضعف أمام الطغيان والكفر والظلم، بل البكاء على الحسين يعطي العزة والكرامة والعنفوان.
هذا البكاء يعطي قوة وقدرة على العدو الداخلي وهو الهوى وجنود إبليس.
هذا البكاء يعطي قوة وقدرة على العدو الخارجي فيتحول الباكي إلى قنبلة موقوتة تتطاير شظاياها فتقضي على الأعداء.. كل الأعداء الصغار والكبار والعسكريين والثقافيين.
الواجب على الشيعة
فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (رحم الله عبدا من شيعتنا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم).
إن ثورة الإمام ثورة عالمية والإمام الحسين (عليه السلام) إمام الكل ومن حق الكل أن يتعرف عليه ويستضيء بنور هداه لذلك يجب على الشيعة أن يعرِّفوا أهل البيت ومنهم الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم وبالأخص المخالفين لهم والوسيلة الناجعة في هذا المجال هو تحبيبهم لمخالفيهم وأن لا يبغضوهم لدى مخالفيهم.
اهتمام المسلمين بالإمام الحسين
الإمام الحسين (عليه السلام) شمس لا تغيب فهي تشرق على كل المعمورة والإمام وإن لم يعرف قدره عند جميع المسلمين بل حتى عند أتباعه إلا أن عددا غير قليل من المسلمين قد اهتموا به فروى فيه الروايات المتعددة عن الحبيب المصطفى وألف فيه آخرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إرشاد القلوب ج1 ص 95 الباب الثالث والعشرون
(2) كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 214 ح 308 الباب 36
(3) كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 214 ح 309 الباب 36
(4) كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 215 ح 310 الباب 36 ورواه الصدوق في أماليه ص 121 مجلس 28.
(5) كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 216ح 317 الباب 37.

الروابط
المقالات: في ما جاء عن أئمة الهدى بالأسانيد المعتبرة في فضل البكاء على مصاب الحسين (عليه السلام)،
فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)،
الخشوع لله والبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)
الأشخاص: الشيخ حسين الراضي [المراسل]
مواقع الإنترنيت: الموقع العالمي للدراسات الشيعية
مفاتيح البحث: فضل البكاء على الحسين،
أبو عمارة المنشد،
البقيع،
الإمام علي (عليه السلام)،
البكاء على الامام الحسين،
النبي يعقوب،
...
الواحات: الواحة الحسينية،
الواحة الحسينية

الفهرسة