قبل موت معاوية بسنتين حجّ الإمام الحسين (عليه السلام)، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل، فقام الإمام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: (أمّا بعد، فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني، وإن كذبت فكذّبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون). فما ترك الإمام الحسين (عليه السلام) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره، ولا شيئاً قاله الرسول (صلى الله عليه وآله) في أبيه وأمّه وأهل بيته إلاّ رواه، وكلّ ذلك يقول الصحابة: اللّهمّ نعم، قد سمعناه وشهدناه، ويقول التابعون: اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله. ثمّ قال: (أنشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به)، ثمّ نزل وتفرّق الناس على ذلك.