المراء
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » المراء

 البحث  الرقم: 496  التاريخ: 21 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 7061
قائمة المحتويات

تعريف المراء

المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير غرض سوى تحقيره وإهانته، واظهار تفوقه وكياسته، والمراء لا يكون إلاّ اعتراضاً على كلام سبق، فالمراء داخل تحت الايذاء، ويكون ناشئاً من العداوة أو الحسد.

ذم المراء

المراء من ذمائم الأفعال، وأصل اكثر الشرور والفتن، ولذا ورد الذم عليه ذماً شديداً في القرآن والسيرة المطهرة لأهل البيت (عليهم السّلام) صراحة وتلويحاً، فعن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: «لا تمارِ أخاكَ، ولا تمازحه، ولا تعده موعداً فتخلفه» [المحجة البيضاء: 5/207]، وقال (صلّى الله عليه وآله): «ذروا المراء، فإنّه لا تُفهم حكمته ولا تؤمن فتنته» [المحجة البيضاء: 5/207]، وعن الإمام الصادق (عليه السّلام): «لا تمارينّ حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يغلبك والسفيه يؤذيك» [جامع السعادات: 2/70].

حد المراء

حدّ المراء هو: كلّ اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه، إمّا في اللفظ وإمّا في المعنى وإمّا في قصد المتكلم، والطعن في كلام الغير تارة يكون في لفظه باظهار خلل فيه من جهة النحو أو من اللغة أو العربية، أو من جهة النظم والترتيب بسوء تقديم أو تأخير، وذلك تارة يكون من قصور المعرفة وتارة يكون بطغيان اللسان، وكيفما كان فلا وجه لإظهار خلله، وأمّا في المعنى بأن يقول: ليس كما تقول، وقد أخطأتَ فيه لكذا وكذا، وأمّا في قصده، مثل أن يقول: هذا الكلام حقّ ولكن ليس قصدك منه الحقّ، وإنّما أنت فيه صاحب غرض، وما يجري مجراه.

نتيجة المراء

وبالجملة فإن المراء ـ سوى ما استثني ـ من الأفعال المذمومة المهلكة، بل هو معصية يحصل فيها إيذاء الغير، ولا تنفك المماراة عن الإيذاء وتهيّج الغضب، وحمل المعترّض عليه على أن يعود فينصر كلامه بما يمكنه من حقٍّ أو باطل، ويقدح في قائله بكل ما يتصور له، فيثور التشاجر بين المتماريين كما يثور التهاوش بين الكلبين، يقصد كل واحد منهما أن يعضّ صاحبه بما هو أعظم نكاية، وأقوى في افحامه والجامه، وفي ذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السّلام): «إياكم والمراء والخصومة، فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان، وينبت عليهما النفاق» [جامع السعادات: 2/70]، وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): «إياك والمشادّة، فإنّها تورث المعرة، وتظهر العورة» [جامع السعادات: 2/70]. فمن تأمل في ما يدل على ذمها وسوء عاقبتها عقلاً ونقلاً ـ فمع عدم ترتب فائدة عليها، وتذكر ما ورد في مدح تركها وفوائد ضدها، أي طيب الكلام ـ يسهل عليه أن يتركها ولا يحوم حولها.

علاج المراء

إنَّ علاج كل علّة بإماطة سببها، وسبب المراء ما مرَّ، فعلى الشخص الذي يمارس المراء أن يعلم أنّه يوجب التباغض والمباينة، ويزيل الألفة والمحبة، ويقطع الإلتيام والوحدة، ومن البديهي أن قَوام النظام الأصلح بالإلتيام والوحدة، كما اقتضته العناية الالهية والحكمة الازلية، والمباينة الراجعة إلى الكثرة ينافيهما، ولا ينبغي للعاقل أن يرتكب ما يضاد فعل الله وحكمته، هذا هو العلاج العلمي، وأمّا العلاج العملي: فليواظب على طيب الكلام، ويكلف نفسه عليه، حتى يصير ملكة له ترفع اضدادها عنه بالمرة.

الروابط
القاموس: المراء
الأشخاص: السيد خالد الموسوي [المراسل]
مفاتيح البحث: ذم المراء،
علاج المراء،
المراء،
تعريف المراء
المواضيع: رذائل الأخلاق

الفهرسة