فتح مكّة المكرمة
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » فتح مكّة المكرمة

 البحث  الرقم: 513  التاريخ: 25 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 4335
قائمة المحتويات استمرَّت نتائج صُلحِ الحُدَيْبِية الذي عُقِد بين النبي (صلى الله عليه وآله) وقريش في سنة (6 هـ) تتفاعل لصالح النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فانضمَّت قبيلة خزاعة إلى معسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانضمَّت قبيلة كنانة إلى معسكر قريش، فأصبح هناك حِلفان خلال فترة الصُلْح والسلام.
وشاء الله سبحانه أن تتهيّأ أسباب النصر الكبير والفتح المبين، فينشُب الصراع بين قبيلَتَي كنانة وخزاعة على أثر هجوم الأولى على الثانية، فانضمَّت قريش إلى كنانة، فشعر أبو سفيان بخطورة الموقف بعد نصره لكنانة، فاضطرَّ إلى الذهاب للنبي (صلى الله عليه وآله) ليكلِّمه، فلم يرد النبي (صلى الله عليه وآله) عليه شيئاً.
ثمّ حاول أن يستنجد ببعض الصحابة وبأهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فلم يشفعوا له، وعاد إلى مكّة يجر أذيال الهزيمة، وأخذ الرسول (صلى الله عليه وآله) وأصحابه يتجهَّزون لقتال كُفَّار مكّة، حتّى بلغ تعدادهم عشرة آلاف مقاتل، وكان (صلَّى الله عليه وآله) يخطِّط لِئَلاَّ يقَع القِتال بينه وبين قريش في داخل مكّة، لأنَّها حرم الله الآمن.
وفي الثاني من شهر رمضان سنة (8 هـ) توجَّه النبي (صلى الله عليه وآله) وجيشه نحو مكّة، وقاموا بتطويقها، وإشعال النيران في الصحراء على مقربة منها، ممّا أثار الرعب في نفوس الطغاة، وعلى رأسهم أبو سفيان.
وأخيراً استسلم أبو سفيان للنبي (صلى الله عليه وآله)، ونطق بالشهادتين خوفاً ورعباً، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) العباس بن عبد المطلب أن يقف بأبي سفيان حيث تمرُّ جنود الله، ليرى بِعَينه عظمة الإسلام، فيقول أبو سفيان للعباس: لقد أصبح مُلْك ابن أخيك عظيماً، فيردُّ عليه العباس: وَيْحك، إنّها النبوَّة.
وقبل أن يدخل مكّة اصدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بياناً جاء فيه: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن أغلق بابه وكفّ يده فهو آمن، وكان (صلى الله عليه وآله) حريصاً على أن لا تراق قطرة دم واحدة في ذلك اليوم.
ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكّة المكرمة في العشرين من شهر رمضان، فاتحاً منتصراً من غير قتال، ولا سفك دماء، ووقف على باب الكعبة وقال: لا اله إلاّ الله، وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كلّ مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتينّ إلاّ سدانة الكعبة، وسقاية الحاج.

إذهبوا فانتم الطلقاء

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش ماذا تقولون؟ وماذا تظنّون أنّي فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقول لكم كما قال أخي يوسف، لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، إذهبوا فانتم الطلقاء.
ثمّ بادر إلى تكسير الأصنام يساعده في ذلك الإمام علي (عليه السلام)، وعندما لم يبق سوى صنم خزاعة فوق الكعبة أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) علياً بكسره، وقد حمله (صلى الله عليه وآله) حتّى تمكّن من الصعود فوق الكعبة، فرمى بالصنم إلى الأرض فكسره.
وبعد صلاة الظهر من ذلك اليوم جرت بيعة قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على الإسلام والطاعة رجالاً ونساءً، وبذلك سقط أقوى حصون المشركين وأكثرها غطرسة وتحجراً في وجه الأرض، وتحقّق بذلك أعظم نصر للمسلمين، ولرسالة الإسلام الكريمة، حيث انضمت مكّة إلى دار الإسلام.

الروابط
المقالات: هكذا كان الفتح،
فتح مكة المكرمة *
الأشخاص: الأستاذ شريف يحيى الكناني [المراسل]
مواقع الإنترنيت: شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام)
مفاتيح البحث: الفتح المبين،
إذهبوا فأنتم الطلقاء،
الطلقاء،
فتح مكة،
فتح مكة المكرمة
المواضيع: السيرة النبوية

الفهرسة