شهادة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
المسار الصفحة الرئيسة » الوقائع » جمادى الآخرة » اليوم 3 » شهادة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

 البحث  الرقم: 166  التاريخ: 5 رجب المرجّب 1430 هـ  المشاهدات: 7829
سائر اللغات

قائمة المحتويات قال الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام): "إن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة" (1). وروي أنها (عليها السلام) ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس، ناحلة الجسم، منهدة الركن، باكية العين، محترقة القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة، وتقول لولديها: "أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة؟ أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما، فلا يدعكما تمشيان على الأرض؟ ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما"؟ ... أبي طالب (عليهم السلام): 3/411">(2).
في هذا اليوم، الثلاثاء من سنة 11 للهجرة، كانت شهادة العذراء المظلومة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليه السلام)، وذلك بناءً على الرواية التي تقول أن شهادتها كانت بعد أبيها بخمسة وتسعين يوماً.
لقد هجم القومُ بعد شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) ودفنه على بيت أمير المؤمنين والصدّيقة الزهراء (عليهما السلام) ثلاث مرات، وتجاسروا في كل مرة على أهل البيت (عليهم السلام) بشكل من الأشكال، وفي إحدى المرات أضرموا النار في باب الدار ودخلوا على الصديقة الزهراء (عليها السلام)، فلاذت وراء الباب، ورغم علمهم بأنها خلفه فقد فتحوا الباب بالركل والكبس، حتّى أصابها المسمار في صدرها وكسر ضلعها، وأسقطت المحسن (عليه السلام)، ووقعت على الأرض مغمىً عليها. ثم قادوا أمير المؤمنين (عليه السلام) مقيداً حاسراً حافي القدمين إلى المسجد. وعندما أفاقت الصدّيقة الزهراء (عليها السلام)، خرجت وراء أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنعتهم أن يأخذوه معهم، وفي الطريق رأى أسدُ الله الغالب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنهم كيف ضربوا الصديقة الزهراء (عليها السلام) بالسوط وغلاف السيف، وكيف جرى الدم من عضدها ووقعت على الأرض مغشياً عليها.
ولم تمضِ الأيام والليالي وهي حزينة ناحلة محمرة العين مسودة العضد، حتى قضت وهي ساخطة على قومٍ آلموها وغصبوا حقها وهتكوا حرمتها.
وفي يوم شهادتها كانت المدينة كاليوم الذي استُشهد فيه خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، فقد بكاها الصغير والكبير من الرجال والنساء، وقد غُسلت وكفنت ليلاً، وكان الحضورُ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) والحسنين والزينبين (عليهم السلام) وفضة الخادمة وأسماء بنت عميس، ثم حضر بعضُ خواصّ أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ سلمان، أبو ذر، المقداد وعمّار، وأجريت مراسم تدفين الجسد الطاهر وصلّوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) عليها.
وكان عمر الصديقة المظلومة (عليها السلام) 18 سنة، وسنة شهادتها هي السنة الحادية عشر للهجرة.

الهوامش

1- الكافي: 1/458
2- مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام): 3/411


الفهرسة