أبو إبراهيم مالك الأشتر بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع الصحابي الجليل، استشهد في هذا الشهر سنة 37 أو 38 للهجرة دمشق: 56/378">(1). وكان (رحمه الله) حارساً شجاعاً رئيسا، من أكابر الشيعة وعظمائها، شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصره بحار الأنوار: 42/176 ؛ شرح نهج البلاغة: 15/98">(2). مرقده في القلزم بمصر عليه بنية فوقها قبة صغيرة (3). وكان الأشتر (رحمه الله) من أمراء عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفين، وقال (عليه السلام) فيه: "كان الأشتر لي كما كنتُ لرسول الله (صلى الله عليه وآله)"بحار الأنوار: 42/176 ؛ الغدير: 9/40">(4)، وقال (عليه السلام): "وليت فيكم مثله اثنان، بل ليت فيكم مثله واحد، يرى في عدوّي مثل رأيه"بحار الأنوار: 32/547، و33/310 ؛ وقعة صفين: 521؛ ينابيع المودة: 2/21">(5). وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض ما قاله من الثناء العاطر على مالك الأشتر (رحمه الله): "ولعمري لقد كان الأشتر أهلاً لذلك، كان شديد البأس جواداً رئيساً حليماً فصيحاً شاعرا، وكان يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطوة ويرفق في موضع الرفق"بحار الأنوار: 42/179 ؛ الغدير: 9/39">(6). وروي في خبر استشهاده أن معاوية (لعنه الله) لمّا سمع بإرسال مالك الأشتر (رضوان الله تعالى عليه) إلى مصر والياً من قِبل أمير المؤمنين (عليه السلام) عظم ذلك عليه، لأنّه كان يعرف جيّداً أنّ الأشتر (رحمه الله) إذا دخل مصر تنقطع أمانيّه منها وما والاها، فصار معاويةُ يُدير الحيَل ـ بكيده ومكره الذي عُرف واشتُهر به ـ بقتل الأشتر (رحمه الله)، فأكمن له وتمكّن منه بالفعل من طريق دسّ السمّ إليه، ويروى أنه دسّ إليه السم على يد دهقان من أهل الخراج في القلزم وقد منّاه بخراج ناحيته ما دام حيّاً، أو على يد نافع مولى عثمان. ويروى أنّه لما تمّ لمعاوية ما دبره من قتلمالك الأشتر وجاءه خبر شهادته كاد أن يطير من الفرح، فقام خطيباً بالشام في أصحابه قائلاً: إنّ علياً كانت له يمينان قُطعت إحداهما بصفين ـ يعني شهادةعمّار بن ياسر (رحمه الله) ـ والأخرى اليوم بحار الأنوار: 33/591 ؛ الغدير: 11/62 ؛ النصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 87 ؛ تاريخ الطبري: 4/72">(7). ولمّا سمع أميرُ المؤمنين (عليه السلام) بنبأ شهادة مالك (رحمه الله) أخذ يتلهّف ويردّد كلمات خرجت معها شظايا من قلبه، قائلاً: "لله درّ مالك، لو كان جبلٌ لكان أعظم أركانه، ولو كان من حجر كان صلدا، أما والله ليهدّن موتك عالما، فعلى مثلك فلتبكِ البواكي"، ثم قال (عليه السلام): "إنّا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله ربّ العالمين، إنّي أحتسبه عندك فإنّ موته من مصائب الدهر، فرحم الله مالكاً، فقد وفى بعهده وقضى نحبه ولقى ربّه، مع أنّا قد وطنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنّها من أعظم المصيبات"الأمالي للشيخ المفيد: 83 ؛ بحار الأنوار: 33/554 ؛ الغدير: 9/40">(8). مالك الأشتر ؛ شهادةمالك الأشتر ؛ مدح أمير المؤمنين لمالك الأشتر ؛ فرح معاوية بقتل مالك ؛ حزن أمير المؤمنين بقتل مالك