في هذا اليوم سنة 10 من البعثة مضت أمّ المؤمنين السيدة خديجة (عليها السلام) إلى ربها، وهذا على قولٍ بأنها رحلت بعد رحلة أبي طالب (عليه السلام) بخمسة وأربعين يوما. وهي أول أزواج الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولم يتزوّج غيرها في حياتها، وقد سبقت إلى الإسلام وبذلت أموالها في سبيله، وحسبها أنها أمّ الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) التي جعل الله ذرّية النبي (صلى الله عليه وآله) منها. ولمّا حضرتها الوفاة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): "يا رسول الله، اعفُ عنّي إن قصرتُ في حقك". فقال (صلى الله عليه وآله): "حاشا، ما رأيتُ منكِ إلا خيراً، وقد سعيتِ كلَّ سعيَكِ وتحمّلتِ الأذى وبذلتِ مالكِ في سبيل الله". فقالت: "يا رسول الله، أوصيكَ بهذه ـ وأشارت إلى الزهراء (عليها السلام) ـ، ستكون هذه البنت غريبة ويتيمة بعدي، لا تؤذها امرأةٌ من قريش، ولا يضربها أحدٌ على وجهها، ولا يرفعنّ أحد صوته في وجهها، ولا ترى مكروهاً"شجرة طوبى: 2 / 234">(1). وهي أولُ امرأةٍ آمنت برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصدقته وصلت جماعةً مؤتمّة به وأعلنت إسلامَها، وأول امرأة دافعت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبذلت كل أموالها لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأول امرأة بلغ إيمانها الكمال بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مالُ خديجة وسيف علي بن أبي طالب (عليهما السلام)"شجرة طوبى: 2 / 233 ؛ تنقيح المقال: 3 / 77">(2)، و"ما نفعني مالٌ قط مثل ما نفعني مال خديجة (عليها السلام)"أمالي الطوسي: 463 ؛ حلية الأبرار: 1 / 147 ؛ الصحيح من السيرة: 4 / 13">(3). أم المؤمنين خديجة ؛ خديجة الكبرى ؛ خديجة بنت خويلد ؛ أول أزواج الرسول ؛ أم الصديقة الزهراء ؛ أول إمرأة مؤمنة