في هذا اليوم أيضاً دخل أهلُ البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة أسارى، وفي هذا اليوم أمر ابنُ زياد اللعين أن لا يخرج أحداً من داره مسلحاً، ونشر عشرة آلاف فارس وراجل في الأزقة والشوارع والأسواق لئلاّ يتحرك أحدٌ من شيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ثم أمر بإعادة الرؤوس التي سبقت إلى الكوفة والسير بها أمام السبايا، والدوران بهم في أزقة الكوفة وأسواقها. فلما رأت زينبُ (عليها السلام) رأسَ أخيها وقد أتوا بالرؤوس مقدما عليها نطحت جبينها بمقدم المحمل فخرج الدم منها بحار الأنوار: 45/115=ينابيع المودة: 3/87">(1). وحين رأى الناسُ ذريةَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) والرؤوس على الرماح وعقائل النبوة على إبلٍ بلا أقتاب ولا أستار ارتفعت أصواتُ الناس بالبكاءِ والنحيب. عند ذلك تكلّمت زينبُ الكبرى وأختها أمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين والسجاد (عليهم السلام) ـ على الترتيب ـ بقلوبٍ موجعة وأكباد ملتهبة وأصوات حزينة اجتذبت مشاعر السامعين، حتّى أن عدة من ذلك الجيش الخاسر ندموا على فعلتهم، لكن بعد فوات الأوان مثير الأحزان: 66=اللهوف: 200=بحار الأنوار: 45/114">(2). دخول السبايا إلى الكوفة=السبايا=زينب الكبرى=أم كلثوم=فاطمة بنت الحسين=الإمام علي السجاد