هبة فدك للصديقة الزهراء (عليها السلام) ([الكافي: 1/ 543])
المسار الصفحة الرئيسة » الوقائع » ذو الحجّة » اليوم 14 » هبة فدك للصديقة الزهراء (عليها السلام) ([الكافي: 1/ 543])

 البحث  الرقم: 369  التاريخ: 5 رجب المرجّب 1430 هـ  المشاهدات: 6425
سائر اللغات

قائمة المحتويات في هذا اليوم أو ليلته من سنة سبع للهجرة وهب رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فدكاً، وأشهد على ذلك بحار الأنوار: 95/188 ؛ مستدرك سفينة البحار: 2/ 216">(1)، والقول الآخر أنه وهبها في 15 رجب مسار الشيعة: 35 ؛ مصباح المتهجد: 742 ؛ المصباح للكفعمي: 2/598">(2).
فبعد فتح خيبر سنة سبع للهجرة قبل رحلة النبي (صلى الله عليه وآله) بزهاء أربع سنوات نزل جبرئيلُ بأمر فتح فدك بيد الرسول (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فذهبا إليها ليلاً ومعهما أسلحتهما، وأمر رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) أميرَ المؤمنين (عليه السلام) أن يعتلي كتفه، فنهض رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) ورفع أمير المؤمنين (عليه السلام) معه وصعد مولى الموحدين (عليه السلام) بمعجزة إلهية جدار القلعة وسيفُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده، ورفع صوته المبارك بالأذان.
وظن يهودُ فدك أن المسلمين هجموا عليهم وقد اعتلوا جدار القلعة، فأرادوا الفرار منها لكنهم رأوا الرسولَ (صلى الله عليه وآله) قبالة الباب في وقت نزل فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بسيف الرسول (صلى الله عليه وآله)، واشتبك معهم وقتل ثمانية عشر من كبارهم، واستسلم الباقون.
فأسّرا (عليهما السلام) النساءَ والأطفال، وغنما أموالهم، وأُعلن أنّ من أسلم منهم يؤخذ خُمس ماله ومن بقي على دينه يؤخذ ماله كله، وبهذا فُتحت قلعة فدك دون أدنى أثرٍ لعامّة المسلمين.
وبعد هذه الحادثة نزل جبرئيلُ (عليه السلام) بالآية المباركة: ﴿وآت ذا القربى حقه﴾(3)، فسأله رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): "من ذو القربى؟ وما حقها؟" فقال له عن الله تبارك وتعالى: "أعط فاطمة فدكاً". فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للزهراء (عليها السلام): "يا بنية، إن الله قد أفاء على أبيك بفدك واختصه بها، فهي له خاصة دون المسلمين أفعل بها ما أشاء، وإنه قد كان لأمك خديجة (عليها السلام) على أبيك مهر، وإن أباك قد جعلها لك بذلك وانحلك إياها تكون لك ولولدك بعدك". فقالت (عليها السلام): "لستُ أحدث فيها حدثاً وأنت حي، أنت أولى بي من نفسي ومالي لك". فقال (صلى الله عليه وآله): "أكره أن يجعلوها عليك سبة فيمنعونك إياها من بعدي". فقالت (عليها السلام): "قد قبلتُ يا رسول الله من الله ومنك، أنفذ فيها أمرك". فدعا بأديم ودعا أميرَ المؤمنين (عليه السلام)، وقال له: "أكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)". وشهد على ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم أيمن، فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): "إن أمّ أيمن إمرأة من أهل الجنة". فلم يزل وكلائها (عليها السلام) فيها حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله). أبي طالب (عليهم السلام): 1/187 ؛ بحار الأنوار: 29/110، 115، 118، و48/ 157">(4).
فجمع (صلى الله عليه وآله) الناسَ إلى منزلها (عليها السلام) وأخبرهم أن هذا المال لفاطمة (عليها السلام)، ففرقه فيهم بعنوان عطية من فاطمة (عليها السلام)، كتبوا أن حاصلها كان من سبعين ألف سكة ذهباً إلى عشرين ومائة ألف سكة سنويا، وكانت عيون كثير من المحتاجين تنتظر حاصل فدك كل سنة.
وبعد رحلة الرسول (صلى الله عليه وآله) أخرج مأموروا أبي بكر عاملَ الزهراء (عليها السلام) من فدك، وضموها وحاصلها إلى أموال حكومتهم الغاصبة.
وعرضت الزهراءُ (عليها السلام) على أبي بكر تلك الوثيقة التي أملاها الرسول (صلى الله عليه وآله) وكتبها أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لكنه لم يقبل الوثيقة ولا الشاهدين عليها.
وبعد 15 يوماً على رحلة الرسول (صلى الله عليه وآله) جائت فاطمةُ (عليها السلام) وجمع من الهاشميات إلى المسجد، وخطبت خطبة بليغة فصيحة زاخرة بالحقائق الإسلامية والدقائق الشرعية.
وكتب لها أبو بكر كتاباً دالا إعادة فدك إليها، وفي عودتها إلى المنزل لقيها عمر، فأخذ الكتاب منها وبصق فيه ومزقه وتجاسر عليها (عليها السلام) ...!
هبة فدك ؛ غصب فدك ؛ ذو القربى ؛ نحلة فاطمة ؛ كتاب أبي بكر لفاطمة ؛ ردّ فدك لفاطمة ؛ بصق عمر لكتاب فاطمة ؛ تمزيق عمر لكتاب فاطمة

الهوامش

1- بحار الأنوار: 95/188 ؛ مستدرك سفينة البحار: 2/ 216
2- مسار الشيعة: 35 ؛ مصباح المتهجد: 742 ؛ المصباح للكفعمي: 2/598
3- الإسراء: 26
4- الكافي: 1/543 ؛ مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام): 1/187 ؛ بحار الأنوار: 29/110، 115، 118، و48/ 157


الفهرسة