باب تأكد استحباب قصد المسجد الأعظم بالكوفة ولو من بعيد، واكثار الصلاة فيه فرضا نفلّا، خصوصاً في ميمنته ووسطه، واختياره على غيره من المساجد إلا ما استثني، وحدوده، وكراهة دخوله راكباً
محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي عبدالرحمن الحذاء، عن أبي أسامة، عن أبي عبيده، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبياً، وميمنته رحمة، وميسرته مكر، فيه عصى موسى، وشجرة يقطين، وخاتم سليمان، ومنه فار التنور، ونجرت (1) السفينة، وهي صرة (2) بابل، ومجمع الأنبياء. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله (3).
وعن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله، ووسطه روضة من رياض الجنة، وميسرته مكر. فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله: مكر؟ قال: يعني منازل السلطان. وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقوم على باب المسجد ثم يرمي بسهمه فيقع في موضع التمارين، فيقول: ذلك من المسجد، وكان يقول: قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه. ورواه الصدوق بإسناده عن أبي بصير، إلى قوله: وميسرته مكر، يعني منازل الشيطان (1). ورواه في (ثواب الأعمال): عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبدالله، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، مثله (2).
وعن محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبدالله الخراز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: يا هارون بن خارجة، كم بينك وبين مسجد الكوفة؟ يكون ميلاً؟ قلت: لا، قال: فتصلي فيه الصلوات كلها؟ قلت: لا، قال: أما لو كنت بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة، وتدري ما فضل ذلك الموضع ؟ ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان، حتى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسرى الله به قال له جبرئيل: أتدري أين أنت الساعة يا رسول الله؟ أنت مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لي ربي حتى آتيه فأصلي ركعتين، فاستأذن الله عز وجل فأذن له، وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة، وإن وسطه لروضة من رياض الجنة، وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة، وإن النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً. قال سهل: وروي لي عن (1) عمرو، أن الصلاة فيه لتعدل بحجة، وأن النافلة فيه لتعدل بعمرة.
ورواه الشيخ مرسلاً من قوله: ما من عبد صالح، إلى قوله: ولو حبواً، وترك قوله : وإن وسطه لروضة من رياض الجنة. ورواه أيضاً بإسناده عن سهل بن زياد، مثله، إلى قوله: ولو حبواً (1). ورواه الصدوق في (المجالس): عن محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن جعفر المعروف بابن التبان، عن محمد بن القاسم النهمي، عن محمد بن عبد الوهاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن توبة بن الخليل، عن محمد بن الحسن، عن هارون بن خارجة، نحوه، كما في رواية الشيخ (2). ورواه الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن الحسين بن عبيدالله، عن ابن بابويه بالإسناد (3). ورواه البرقي في (المحاسن): عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن هارون بن خارجة، مثله، إلى قوله: خمسمائة صلاة (4).
وعن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: إن أول ما عرفت من علي بن الحسين (عليه السلام) أني رأيت رجلاً دخل من باب الفيل فصلى أربع ركعات فتبعته حتى أتى بئر الركوة (1). وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام أسود فقلت له: من هذا؟ قال: هذا علي بن الحسين فدنوت إليه وسلمت عليه فقلت له: ما أقدمك بلاداً قتل فيها أبوك وجدك؟ فقال: زرت أبي وصليت في هذا المسجد، ثم قال: ها هوذا وجهي صلى الله عليه.
محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد (1)، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن الحصين (2) وعلي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي إن علي بن الحسين (عليه السلام) أتى مسجد الكوفة عمداً من المدينة فصلى فيه ركعات، ثم عاد حتى ركب راحلته وأخذ الطريق.
وبإسناده عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن الحسين الجوهري، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سليمان، عن عمرو بن خالد، مثله، إلا أنه قال: فصلى فيه ركعتين ثم جاء.
وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عيسى بن محمد، عن علي بن مهزيار بإسناد له قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): حد مسجد الكوفة آخر السراجين خطه آدم، وأنا أكره أن أدخله راكباً، قال: قلت: فمن غيره عن خطته؟ فقال: أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره أصحاب كسرى والنعمان، ثم غيره زياد بن أبي سفيان. ورواه الصدوق مرسلاً (1).
ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام الخراساني، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه كان معه بالكوفة فمضى حتى انتهى إلى طاق الزياتين وهو آخر السراجين فنزل وقال: انزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم وأنا أكره أن أدخله راكباً، ثم ذكر مثله.
وبإسناده عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عبدالله الرازي، عن الحسين بن سيف، عن أبيه سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قلت له: أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله؟ قال: الكوفة يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين والمرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين.
المصادر
التهذيب 6: 31|57، أورده في الحديث 3 من الباب 16 من أبواب المزار، وكامل الزيارات: 30|8.
وعنه عن محمد بن الحسن (1) بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة.
وبالإسناد عن خالد القلانسي، عن الصادق (عليه السلام) قال: مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها بمائة الف صلاة، والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها (1) بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها (2) بألف صلاة، وسكت عن الدرهم. ورواه الصدوق بإسناده عن خالد بن ماد القلانسي (3).
وعن ابن قولويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد، عن فضل بن زكريا، عن نجم بن حطيم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد والرواحل من مكان بعيد، إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة، وصلاة نافلة تعدل عمرة.
وعنه، عن أبي القاسم، عن الحسن بن عبدالله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي (صلى الله عليه وآله)، والفريضة تعدل حجة مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي.
محمد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول (عليه السلام)، ومسجد الكوفة.
المصادر
الفقيه 1: 150|695، والخصال 1: 143|166، أخرجه مسنداً عن الخصال في الحديث 1 من الباب 46 من هذه الأبواب.
قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، انزل فصل في هذا المكان، قال: فنزلت فصليت، الحديث.
وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا أهل الكوفة، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحداً من فضل مصلاكم، بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم الخليل، ومصلى أخي الخضر، ومصلاي وإن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به قد أتي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم (1) ويشفع لأهله ولمن يصلي فيه فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي، ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قبله إليه، فلا تهجروه وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبواً على الثلج. وفي (المجالس): عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي، عن محمد بن جعفر المعروف بابن التبان، عن إبراهيم بن خالد المقري الكسائي، عن عبدالله بن داهر، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، مثله (2).
وفي (ثواب الأعمال): عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد.
جعفر بن محمد بن قولويه في (المزار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن (سليم مولى) (1) طربال وغيره قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة (2) درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة.
وعن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن رجل، عن (محمد بن) (1) عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن داود بن فرقد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل (2) عمرة مقبولة.
وعن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال لرجل من أهل الكوفة: أتصلي في مسجد الكوفة كل صلاتك؟ قال: لا، قال: أتغتسل من فراتكم كل يوم مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل جمعة ؟ قال: لا، قال: ففي كل شهر؟ قال: لا قال: ففي كل سنة؟ قال: لا فقال أبو جعفر (عليه السلام): إنك لمحروم من الخير، قال: ثم قال: أتزور قبر الحسين في كل جمعة؟ قال: لا، قال: في كل شهر؟ قال: لا، قال: في كل سنة؟ قال: لا، فقال أبو جعفر (عليه السلام): إنك لمحروم من الخير.
المصادر
كامل الزيارات: 30|12، أورد ذيله أيضاً في الحديث 18 من الباب 38 من أبواب المزار.
وبالإسناد عن الحسين بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تدع يا أبا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة ولو أتيته حبواً فان الصلاة فيه (تعدل سبعين) (1) صلاة في غيره من المساجد.
وعن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين (1) بن سعيد، عن ابن سنان قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: الصلاة في مسجد الكوفة فرداً أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة. ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) كما مر (2).
وعن أبيه ومحمد بن عبدالله جميعاً، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن فضيل الأعور، عن ليث بن أبي سليم، عن عائشة ـ في حديث ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عرج بي إلى السماء (1) فاهبطت إلى مسجد الكوفة فصليت فيه ركعتين، ثم قال: وإن الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة، والنافلة تعدل عمرة مبرورة.
علي بن موسى بن طاوس في (مصباح الزائر) قال: روي أن الفريضة في مسجد الكوفة بألف فريضة، والنافلة بخمس مائة، قال: وروي أن الفريضة فيه بحجة، والنافلة بعمرة.
علي بن موسى بن طاوس في (مصباح الزائر) قال: روي أن الفريضة في مسجد الكوفة بألف فريضة، والنافلة بخمس مائة، قال: وروي أن الفريضة فيه بحجة، والنافلة بعمرة.