باب كراهة الدعاء للرزق ممن أفسد ماله أو أنفقه في غير حق، أو أدانه بغير بينة، أو ترك السعي، وكراهة الدعاء على الزوجة والجار مع امكان الاستبدال بهما، وعلى ذي الرحم
محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: صحبته بين مكة والمدينة فجاء سائل فأمر أن يعطى، ثم جاء آخر فأمر أن يعطى، ثم جاء آخر فأمر أن يعطى، ثم جاء الرابع، فقال أبو عبدالله: يشبعك الله، ثم التفت إلينا فقال: اما ان عندنا ما نعطيه، ولكن أخشى أن أكون كأحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة: رجل أعطاه الله مالا فأنفقه في غير حقه ثم قال: اللهم ارزقني، فلا يستجاب له، ورجل يدعو على امرأته ان يريحه منها وقد جعل الله عز وجل أمرها إليه، ورجل يدعو على جاره وقد جعل الله عز وجل له السبيل إلى أن يتحول عن جواره ويبيع داره. ورواه الصدوق باسناده عن الوليد بن صبيح (1). ورواه في (الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن البزنطي، عن عبدالله بن سنان، عن الوليد بن صبيح، نحوه (2). ورواه ابن إدريس في (آخر السرائر) نقلا من كتاب أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي: عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سنان، نحوه، إلا أنه ترك الدعاء على الجار (3)، وكذا رواية الصدوق.
المصادر
الكافي 2: 370 | 1، اورده من الكتب الثلاثة الاخيرة، وعن الكافي بسند اخر في الحديث 1 من الباب 42 من ابواب الصدقات.
وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن عبدالله بن إبراهيم، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أربعة لا يستجاب لهم دعوة: الرجل جالس في بيته يقول: اللهم ارزقني، فيقال له: ألم آمرك بالطلب؟! ورجل كانت له امرأة فدعا عليها، فيقال له: ألم أجعل أمرها إليك؟! ورجل كان له مال فأفسده فيقول: اللهم ارزقني، فيقال له: ألم آمرك بالاقتصاد؟! ألم آمرك بالاصلاح؟! ثم قال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (1)، ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة، فيقال له: ألم آمرك بالشهادة؟! وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمران (2) بن أبي عاصم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، مثله (3).
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن الوليد بن صبيح قال: سمعته يقول: ثلاثة ترد عليهم دعوتهم: رجل رزقه الله مالا فأنفقه في غير وجهه ثم قال: يا رب، ارزقني، فيقال له: ألم أرزقك؟! ورجل دعا على امرأته وهو لها ظالم، فيقال له: ألم أجعل أمرها بيدك؟! ورجل جلس في بيته وقال: يا رب، ارزقني، فيقال له: ألم أجعل لك السبيل إلى طلب الرزق؟!. ورواه الصدوق باسناده عن الوليد بن صبيح، عن الصادق (عليه السلام)، نحوه (1).
المصادر
الكافي 2: 371 | 3، أورد قطعة منه في الحديث 4 من الباب 3 من أبواب مقدمات الطلاق، وأورد نحوه عن الفقيه والكافي في الحديث 1 من الباب 23 من أبواب الصدقة.
محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب عبدالله بن بكير: عن بعض أصحابنا، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): رجل قال: لأقعدن في بيتي ولاصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأما رزقي فسيأتيني، فقال: هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم، قلت: ومن الاثنان الآخران؟ قال: رجل له امرأة يدعو الله أن يريحه منها ويفرق بينه وبينها، فيقال له: أمرها بيدك، خل سبيلها، ورجل كان له حق على إنسان لم يشهد عليه، فيدعو الله أن يرد عليه، فيقال له: قد أمرتك أن تشهد (1) وتستوثق (2) فلم تفعل.
المصادر
مستطرفات السرائر: 139 | 11، أورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 5 من أبواب مقدمات التجارة.
محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار): عن الحسين بن إبراهيم، عن محمد بن وهبان، عن محمد بن إسماعيل الوراق، عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، عن عباد بن يعقوب، عن خلاد أبي علي، عن رجل، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: كنا جلوسا عنده فجاء سائل فأعطاه درهما، ثم جاء آخر فأعطاه درهما، ثم جاء آخر فأعطاه درهما، ثم جاء الرابع فقال له: يرزقك ربك، ثم أقبل علينا فقال: لو أن أحدكم كان عنده عشرون ألف درهم وأراد أن يخرجها في هذا الوجه لأخرجها ثم بقي ليس عنده شيء ثم كان من الثلاثة الذين دعوا فلم تستجب لهم دعوة: رجل آتاه الله مالا فمزقه ولم يحفظه، فدعا الله أن يرزقه، فقال: ألم أرزقك؟! فلم يستجب له دعوة وردت عليه، ورجل جلس في بيته يسأل الله أن يرزقه، قال: فلم أجعل لك إلى طلب الرزق سبيلا أن تسير في الإرض وتبتغي من فضلي؟! فردت عليه دعوته، ورجل دعا على امرأته، فقال: ألم أجعل أمرها في يدك؟! فردت عليه دعوته.
وبالاسناد عن خلاد، أن رجلا قال لجعفر بن محمد (عليه السلام): رجل يكون له مال فيضيعه فيذهب ماله؟! قال: احتفظ بمالك فانه قوام دينك، ثم قرأ: (لا تؤتـوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) (1).
عبدالله بن جعفر في (قرب الاسناد): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد (1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصناف لا يستجاب لهم، منهم: من أدان رجلا دينا إلى أجل فلم يكتب عليه كتابا ولم يشهد عليه شهودا، ورجل يدعو على ذي رحم، ورجل تؤذيه امرأة (2) بكل ما تقدر عليه وهو في ذلك يدعو الله عليها ويقول: اللهم أرحني منها، فهذا يقول الله تعالى له: عبدي، أو ما قلدتك أمرها فان شئت خلّيتها، وإن شئت أمسكتها؟! ورجل رزقه الله تعالى مالا ثم أنفقه في البر والتقوى فلم يبق له منه شيء وهو في ذلك يدعو الله أن يرزقه، فهذا يقول له الرب: ألم أرزقك فاغنيك، أفلا اقتصدت ولم تسرف؟ إني لا احب المسرفين، ورجل قاعد في بيته وهو يدعو الله أن يرزقه، لا يخرج ولا يطلب من فضل الله كما أمره الله، فهذا يقول الله له: عبدي، إني لم أحظر الدنيا عليك، ولم أرمك في جوارحك، وأرضي واسعة، فلا تخرج وتطلب الرزق؟! فان حرمتك عذرتك، وإن رزقتك فهو الذي تريد. ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم (3).