محمّد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سألته عن صلاة الاستسقاء؟ فقال: مثل صلاة العيدين، يقرأ فيها ويكبّر فيها (كما يقرأ ويكبّر فيها) (1)، يخرج الإمام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسكنة، ويبرز معه الناس، فيحمد الله، ويمجّده، ويثني عليه، ويجتهد في الدعاء، ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، ويصلّي مثل صلاة العيدين في دعاء ومسألة واجتهاد، فإذا سلّم الإمام قلب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيمن (2) الأيسر، والذي على الأيسر على الأيمن، فإنّ النبي (صلى الله عليه واله) كذلك صنع.
وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن مسلم، وعن الحسين بن محمّد، عن عبدالله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن أحمد بن سليمان جميعاً، عن مرّة مولى (محمّد بن خالد) (1) قال: صاح أهل المدينة إلى محمّد بن خالد في الاستسقاء، فقال لي: انطلق إلى أبي عبدالله (عليه السلام)، فسله ما رأيك، فإنّ هؤلاء قد صاحوا إلي؟ فأتيته فقلت له، فقال لي: قل له: فليخرج، قلت: متى يخرج جعلت فداك؟ قال: يوم الاثنين، قلت: كيف يصنع؟ قال: يخرج المنبر، ثم يخرج يمشي كما يمشي (2) يوم العيدين وبين يديه المؤذّنون في أيديهم عنزهم، حتى إذا انتهى إلى المصلّى يصلي بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة، ثمّ يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره، والذي على يساره على يمينه، ثم يستقبل القبلة فكبّر الله مائة تكبيرة رافعاً بها صوته، ثمّ يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبح الله مائة تسبيحة رافعاً بها صوته، ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلّل الله مائة تهليلة رافعاً بها صوته، ثمّ يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة، ثمّ يرفع يديه فيدعو، ثمّ يدعون، فإنّي لأرجو أن لا تخيبوا، قال: ففعل، فلمّا رجعنا (3) قالوا: هذا من تعليم جعفر. وفي رواية يونس (4): فما رجعنا حتى أهمّتنا أنفسنا. ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (5)، وكذا الذي قبله.
قال الكليني: وفي رواية ابن المغيرة: تكبّر في صلاة الاستسقاء كما تكبّر في العيدين، في الأولى سبعاً، وفي الثانية خمساً، ويصلّي قبل الخطبة ويجهر بالقراءة، ويستسقي وهو قاعد.
وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن (رزيق، عن أبي العبّاس) (1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أتى قوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له (2): إنّ بلادنا قد قحطت (3) فادع الله يرسل السماء علينا، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمنبر فأخرج واجتمع الناس، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا وأمر الناس أن يؤمّنوا، الحديث.
المصادر
الكافي 8: 217 | 266، أورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 9 من هذه الأبواب.
عبدالله بن جعفر في (قرب الإسناد): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكبّر في العيدين والاستسقاء في الاُولى سبعاً، وفي الثانية خمساً، ويصلي قبل الخطبة، ويجهر بالقراءة.
المصادر
قرب الإسناد: 54، أورده أيضاً في الحديث 21 من الباب 10 من أبواب صلاة العيد، تقدم ما يدل على غسل الاستسقاء في الحديث 3 من الباب 1 من الأغسال المسنونة، وتقدم ما يدل على كيفية صلاة العيدين (وصلاة الاستسقاء مثلهما) في البابين 7 و10 من أبواب صلاة العيد، ويأتي ما يدل على استحباب صلاة الاستسقاء وجملة من أحكامها في الابواب الآتية.