محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):يجزئ التحرّي أبداً إذا يعلم أين وجه القبلة.
وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الصلاة بالليل والنهار إذا لم ير الشمس ولا القمر ولا النجوم؟ قال: اجتهد رأيك وتعمّد القبلة جهدك. محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله (1) ومثل الذي قبله. وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة، مثله (2). وبإسناده، عن محمّد بن يحيى، مثله (3).
محمّد بن علي بن الحسين بإسناده، عن سماعة بن مهران أنّه سأله عن الصلاة بالليل والنهار إذا لم تر الشمس والقمر ولا النجوم؟ فقال: تجهد (1) رأيك وتعتمد (2) القبلة بجهدك.
علي بن الحسين الموسوي المرتضى في (رسالة المحكم والمتشابه) نقلاً من تفسير النعماني بإسناده الآتي (1) عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) في قوله تعالى: (فولّ وجهك شطر المسجد الحرام) (2) قال: معنى شطره نحوه إن كان مرئيّاً، وبالدلائل والأعلام إن كان محجوباً، فلو علمت القبلة لوجب استقبالها والتولّي والتوجّه إليها ولو لم يكن الدليل عليها موجوداً حتى تستوي الجهات كلّها فله حينئذ أن يصلي باجتهاده حيث أحبّ واختار حتّى يكون على يقين من الدلالات المنصوبة والعلامات المثبوتة فإن مال عن هذا التوجّه مع ما ذكرناه حتّى يجعل الشرق غرباً والغرب شرقاً زال معنى اجتهاده وفسد حال اعتقاده، قال: وقد جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) خبر منصوص مجمع عليه أنّ الأدلّة المنصوبة إلى بيت الله الحرام لا تذهب بكلّيتها حادثة من الحوادث، منّاً من الله تعالى على عباده في إقامة ما افترض عليهم.
المصادر
رسالة المحكم والمتشابه: 127 باختلاف.
الهوامش
1- يأتي اسناده في الفائده الثانية | 52 من الخاتمة.
أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي في (رسالة القبلة) قال: قد تعلم القبلة بالمشاهدة، أو يخبر عن مشاهده توجب العلم (بأن ينصب النبي (صلى الله عليه وآله) مسجداً) (1) كقبلة المدينة وقبا، وفي بعض أسفاره غزواته وهي مساجد معروفة إلى الآن مثل مسجد الفضيخ ومسجد الأعمى، ومسجد الإجابة، ومسجد البغلة (2)، ومسجد الفتح وسلع، وغيرها من المواضع التي صلّى فيها النبي (صلى الله عليه وآله)، وكالقبور المرفوعة بحضوره مثل قبر إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة بنت أسد، وقبر حمزة سيّد الشهداء بأحد وغيره أو نصبها أحد من الأئمّة (عليهم السلام) مثل (3) الكوفة، والبصرة وغيرهما، أو يحكم بأنّهم صلّوا إليها (صلّى الله عليهم)، فإنّه بجميع ذلك تعلم القبلة، انتهى.
المصادر
ازاحة العلة في معرفة القبلة: 5 والبحار 84: 82.
الهوامش
1- في المصدر: أو بأن ينصبها النبي (صلى الله عليه وآله) بمسجده.