الخطبة ١٨٠: في ذمّ أصحابه
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ١٨٠: في ذمّ أصحابه

 البحث  الرقم: 181  المشاهدات: 4123
قائمة المحتويات ومن كلام له عليه السلام في ذمّ العاصين من أصحابه
أَحْمَدُ اللهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرٍ، وَقَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ، وَعَلَى ابْتِلاَئِي بِكُمْ أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتِي إذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ، وَإذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ، إنْ أُمْهِلْتُمْ (1) خُضْتُمْ، وَإنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ (2).
وَإنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى إمَامٍ طَعَنْتُمْ، وَإنْ أُجِبْتُمْ إلَى مُشَاقَّةٍ (3) نَكَصْتُمْ (4).
لاَ أَبَا لِغَيْرِكُمْ (5)! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَالْجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ؟ الْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ؟ فَوَاللهِ لَئِنْ جَاءَ يَوْمِي ـ وَلَيَأْتِيَنِّي ـ لَيُفَرِّقَنَّ بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَأَنا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ (6)، وَبِكُمْ غَيْرُ كَثِيرٍ (7).
لِلَّهِ أَنْتُمْ! أمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ! وَلاَ حَمِيّةٌ تَشْحَذُكُمْ كمنع
ـ: أي حددها.">(8)! أَوَلَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُوالْجُفَاةَ (9) الطَّغَامَ (10) فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ (11) وَلاَ عَطَاءٍ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ ـ وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ الْإِسْلاَمِ (12)، وَبَقِيَّةُ النَّاسِ ـ إلَى الْمَعُونَةِ أَوطَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ، فَتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَتَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ؟ إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي رِضىً فَتَرْضَوْنَهُ، وَلاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، وَإنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ!
قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ القرآن
تعليماً وتفهيماً.">(13)، وَفَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ (14)، وَعَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ، وَسَوَّغْتُكُمْ الصدق ما كنتم تمجّونه وتطرحونه، فسوّغ الشيء: جعله سائغاً مقبولاً، ومجّ الشيء من فيه: رمى به.">(15) مَا مَجَجْتُمْ، لَوْ كَانَ الْأَعْمَى يَلْحَظُ، أَوِ النَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ! وَأَقْرِبْ بِقَوْمٍ الجهل.">(16) مِنَ الْجَهْلِ بِاللهِ قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةُ! وَمُؤَدِّبُهُمُ ابْنُ النَّابِغَةِ (17)!

الهوامش

1- أُمهِلْتم: أُخّرْتم، ويروى «أهملتم» بمعنى: خُلّيتم وتُرِكتم.
2- خُرْتم: ضعفتم وجبنتم.
3- المشاقّة: المقاطعة والمصارمة.
4- نَكَصْتُمْ: رجعتم القهقرى وأحجمتم.
5- المعروف في التقريع: لا أبا لكم، ولا أبا لك، وهو دعاء بفقد الأب أو تعيير بجهله، فتلطف الامام بتوجيه الدعاء أو الذمّ لغيرهم.
6- قَال: أي كاره.
7- غير كَثِير بكم: أي إني أفارق الدنيا وأنا في قلة من الأعوان، وإن كنتم حولي كثيرين.
8- من شحذ السكين ـ كمنع ـ: أي حددها.
9- الْجُفَاةَ ـ جمع جاف ـ: أي غليظ.
10- الطَّغَامَ ـ بالفتح ـ: أرذال الناس.
11- المعونة: يراد بها هنا ما يعطى للجند لإصلاح السلاح، وعلف الدواب زائداً على العطاء المفروض، والأرزاق المعينة لكل منهم.
12- التريكة ـ كسفينة ـ: بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تتركها في مجثمها، والمراد: أنتم خلف الإسلام وعِوَض السلف.
13- دَارَسْتُكُمُ الكتابَ: أى قرأت عليكم القرآن تعليماً وتفهيماً.
14- فاتحتكم: مجرده فتح بمعنى قضى، فهو بمعنى قاضيتكم أي حاكمتكم. والحِجاج: المحاجّة، أي قاضيتكم عندالحجة حتى قضيت عليكم بالعجز عن الخصام.
15- سَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ: سوّغْت لأذواقكم من مشرب الصدق ما كنتم تمجّونه وتطرحونه، فسوّغ الشيء: جعله سائغاً مقبولاً، ومجّ الشيء من فيه: رمى به.
16- أقْرِبْ بهم: ما أقربَهم من الجهل.
17- ابن النابغة: عمروبن العاص.



الفهرسة