الخطبة ٦٩: في توبيخ بعض أصحابه
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ٦٩: في توبيخ بعض أصحابه

 البحث  الرقم: 70  المشاهدات: 4124
قائمة المحتويات ومن كلام له عليه السلام في توبيخ بعض أصحابه
كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ (1)، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ (2)!
كُلَّما حِيصَتْ (3) مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ (4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ (5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ (6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا (7). الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ (8).
إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ (9)، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ (10)، وَلكِنِّي واللهِ لَا أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي.
أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ (11)، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ (12)! لَا تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ، وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!

الهوامش

1- البِكار ـ ككتاب ـ جمع بكر: الفتيّ من الابل. العَمِدة ـ بفتح فكسر ـ: التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.
2- الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.
3- حيصَتْ: خِيطَتْ.
4- تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ.
5- المَنْسر ـ كمجلس ومنبر ـ: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.
6- إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.
7- الوِجار ـ بالكسر ـ: جُحْرُ الضّبُع وغيرها.
8- الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.
9- الباحات: الساحات.
10- أوَدَكم ـ بالتحريك ـ: اعوجاجكم.
11- أضْرَعَ الله خُدُودَكم: أذلّ الله وجوهكم.
12- وأتْعَسَ جُدُودَكم، أي: حط من حظوظكم. والتّعَسَ: الانحطاط والهلاك والعثار.



الفهرسة