الخطبة ٧٢: علّم فيها الناس الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ٧٢: علّم فيها الناس الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)

 البحث  الرقم: 73  المشاهدات: 5719
قائمة المحتويات ومن خطبة له عليه السلام علّم فيها الناس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله
وفيها بيان صفات الله سبحانه وصفة النبي والدعاء له
صفات الله
اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ (1)، وَدَاعِمَ الْمَسْمُوكَاتِ (2)، وَجَابِلَ الْقُلُوبِ (3) عَلَى فِطْرَتِهَا (4): شَقِيِّهَا وَسَعِيدِهَا.
صفة النبي
اجْعَلْ شَرَائِفَ (5) صَلَوَاتِكَ، وَنَوَامِيَ (6) بَرَكَاتِكَ، عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، الْخَاتمِ (7) لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ الضلال
عن طوارق الهداية فافتتحها صلى الله عليه وآله وسلم بآيات نبوّته.">(8)، وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، وَالدَّافِعِ جَيْشَاتِ الْأَباطِيلِ ضلال
على غير قياس، وجَيْشاتها: جمع جَيْشة ـ بفتح فسكون ـ من جاشت القدر إذا ارتفع غليانها.">(9)، وَالدَّامِغِ صَوْلاَتِ الْأَضَالِيلِ (10)، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ (11)، قَائِماً بِأَمْرِكَ، مُسْتَوْفِزاً (12) فِي مَرْضَاتِكَ، غَيْرَ نَاكِلٍ (13) عَنْ قُدُمٍ الحرب، ويقال: مضى قُدُماً أي: سار ولم يعرّج.">(14)، وَلاَ وَاهٍ (15) فِي عَزْمٍ، وَاعِياً (16) لِوَحْيِكَ، حَافِظاً لِعَهْدَكَ، مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ؛ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ (17)، وَأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ (18)، وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ (19) الْفِتَنِ، وَالْآثَامِ وَأَقَامَ بِمُوضِحاتِ الْأَعْلاَمِ (20)، وَنَيِّرَاتِ الْأَحْكَامِ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ بالاحكام الشرعية.">(21)، وَشَهِيدُكَ شهيداً)">(22) يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ مَبْعوثك، فهو فعيل بمعنى مفعول كجريح وطريح.">(23) بِالْحَقِّ، وَرَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ.
الدعاء للنبي
اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ وَسّعْ له ما شئت أن توسع. «في ظلك» أي: إحسانك وبِرّك، فيكون الظل مجازاً.">(24)، وَاجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ (25) مِنْ فَضْلِكَ.
اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ، وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنَ ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقبُولَ الشَّهَادَةِ، مَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذا مَنْطِقٍ عَدْلٍ، وخُطْبَةٍ فَصْلٍ. اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيشِ، وَقَرَارِ النِّعْمَةِ (26)، وَمُنَى الشَّهَوَاتِ (27)، وَأَهْوَاءِ اللَّذَّاتِ، وَرَخَاءِ الدَّعَةِ واسع الحال. والدّعَة: سكون النفس واطمئنانها.">(28) وَمُنْتَهَى الْطُّمَأْنِينَةِ، وَتُحَفِ الْكَرَامَةِ. الكرامة؛ التحف: جمع تحفة، وهي مايكرم به الإنسان من البّر واللطف.">(29)

الهوامش

1- «داحي المدحوات» أي: باسط المبسوطات، وأراد منها الارَضين.
2- داعم المَسْمُوكات: مقيمها وحافظها؛ والمسموكات: المرفوعات وهي السماوات وأصلها سَمَكَ بمعنى رَفَعَ.
3- جابِل القُلوب: خالقها.
4- الفِطرة: أول حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده، وهي للانسان: حالته خالياً من الآراء والأهواء والديانات والعقائد.
5- الشّرَائِف: جمع شريفة.
6- النّوَامي: الزوائد.
7- الخاتم لما سَبَقَ: أي لما تقدّمَهُ من النبوّات.
8- الفاتح لما انْغَلَقَ: كانت أبواب القلوب قد أُغلقت بإقفال الضلال عن طوارق الهداية فافتتحها صلى الله عليه وآله وسلم بآيات نبوّته.
9- جَيْشات الأباطيل: جمع باطل على غير قياس، كما أن الأضاليل جمع ضلال على غير قياس، وجَيْشاتها: جمع جَيْشة ـ بفتح فسكون ـ من جاشت القدر إذا ارتفع غليانها.
10- الصّوْلات: جمع صَوْلة، وهي السطوة، والدامغ: من دمغه إذا شَجّهُ حتى بلغت الشجّةُ دماغَه.
11- فاضْطَلَع: أي نهض بها قوياً. والضّلاعة: القوة.
12- المُسْتَوْفِز: المسارع المستعجل.
13- الناكل: الناكص والمتأخّر، أي: غير جبان.
14- القُدُم ـ بضمتين ـ: المشي إلى الحرب، ويقال: مضى قُدُماً أي: سار ولم يعرّج.
15- الواهى: الضعيف.
16- واعياً لِوَحْيك: أي حافظاً وفاهماً، وَعَيْت الحديث، إذا حفظته وفهمته.
17- أوْرَى قَبَسَ القابِس: يقال: وَرَى الزّنْدُ كوعى ـ وَوَرِيَ كَوَلِيَ ـ يَرِي وَرْياً فهو وار: خرجت نارُه، وَأوْرَيْتُهُ ووَرّيْته واسْتَوْرَيْته. والقَبَس: شُعلةٌ من النار، والقابس الذي يطلب النار.
18- الخابِط: الذي يسير ليلاً على غير جادّة واضحة، فإضاءة الطريق له جعلها مضيئة ظاهرة.
19- الخوْضات: جمع خَوْضة، وهي المرّة من الخوض.
20- الأعْلام: جمع عَلَم ـ بالتحريك ـ وهو ما يستدل به على الطريق كالمنار ونحوه.
21- العِلْم المخزون: ما اختصّ الله به من شاء من عباده، ولم يُبح لغير أهل الحُظْوَة به أن يطلعوا عليه، وذلك مما لا يتعلق بالاحكام الشرعية.
22- شهِيدك: شاهِدُك على الناس، كما قال الله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أُمَّة بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيداً)
23- بَعِيثك بالحق: أي مَبْعوثك، فهو فعيل بمعنى مفعول كجريح وطريح.
24- افْسَحْ له: وَسّعْ له ما شئت أن توسع. «في ظلك» أي: إحسانك وبِرّك، فيكون الظل مجازاً.
25- مُضَاعَفات الخير: أطواره ودرجاته.
26- قَرار النّعْمَةِ: مستقرّها حيث تدوم ولا تفنى.
27- مُنى الشّهَوَات؛ مُنى: جمع مُنية ـ بالضم ـ وهي ما يتمناه الانسان لنفسه، والشهوات ما يشتهيه.
28- رَخَاء الدّعَة؛ الرخاء من قولهم «رجل رَخِيّ البال» أي: واسع الحال. والدّعَة: سكون النفس واطمئنانها.
29- تحف الكرامة؛ التحف: جمع تحفة، وهي مايكرم به الإنسان من البّر واللطف.



الفهرسة