الخطبة ١٠١: وهي إحدي خطب المشتملة على الملاحم
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ١٠١: وهي إحدي خطب المشتملة على الملاحم

 البحث  الرقم: 102  المشاهدات: 5921
قائمة المحتويات ومن خطبة له عليه السلام وهي إحدي الخطب المشتملة على الملاحم
الْحَمْدُ للهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوِّل، وَالْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِر، بِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ أَوَّلَ لَهُ، وَبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ آخِرَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا السِّرُّ الْإِعْلاَنَ، وَالْقَلْبُ اللِّسَانَ. أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ (1) شِقَاقِي (2)، وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ (3) عِصْيَاني، وَلاَ تَتَرَامَوْا بِالْأَبْصَارِ (4) عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّي.
فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ (5)، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (6)، إِنَّ الَّذِي أُنَبِّئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، مَا كَذَبَ الْمُبَلِّغُ، وَلاَ جَهِلَ السَّامِعُ.
لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّيلٍ الضلال
مبالغ في الإضلال.">(7) قَدْ نَعَقَ (8) بِالشَّامِ، وَفَحَصَ بِرَايَاتِهَ (9) فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ الكوفة
.">(10).
فإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ كمنع ـ: انفتح. وفَاغِرَتُهُ هي فمه.">(11)، وَاشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ (12)، وَثَقُلَتْ فِي الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ، عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا، وَمَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا، وَبَدَا مِنَ الْأَيَّامِ كُلُوحُهَا (13)، وَمِنَ اللَّيَالِي كُدُوحُهَا (14).
فَإِذَا يَنَعَ زَرْعُهُ، وَقَامَ عَلَى يَنْعِهِ (15)، وَهَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ (16)، وَبَرَقَت بَوَارِقُهُ (17)، عُقِدَتْ رَايَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ، وَأَقْبَلْنَ كَالْلَيْلِ الْمُظْلِمِ، وَالْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ. هذا، وَكَمْ يَخْرِقُ الْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ (18)، وَيَمُرُّ عَليْهَا مِنْ عَاصِفٍ (19)!
وَعَنْ قَلِيلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ (20)، وَيُحْصَدُ الْقَائِمُ (21)، وَيُحْطَمُ الْمَحْصُودُ (22)!

الهوامش

1- لا يَجْرِمَنّكُمْ: لا يحملنّكم.
2- شِقاقي: مخالفتي وعصياني.
3- لا يَسْتَهْوِيَنّكُمْ: لا يجعَلَنّكم هائمين.
4- لا تَتَرَامَوا بالأبصار: لا ينظر بعضكم إلى بعض تغامزاً.
5- فَلَقَ الحَبّةَ: شقّها.
6- بَرَأ النّسَمَةَ: خلقَ الروحَ.
7- ضِلِّيل ـ كشرّير ـ: شديد الضلال مبالغ في الإضلال.
8- النعيق: صوت الراعي بغنمه.
9- فَحَصَ بِرَاياته: من «فَحَص القَطَا الترابَ» إذا اتخذ فيه أُفحُوصاً ـ بالضم ـ وهو مَجْثَمُهُ أي المكان الذي يقيم فيه عندما يكون على الأرض، يريد أنه نَصَبَ له رايات بحثت لها في الأرض مراكز.
10- كُوفان: هي الكوفة.
11- فَغَرَ الفَمُ ـ كمنع ـ: انفتح. وفَاغِرَتُهُ هي فمه.
12- الشّكِيمة: الحديدة المعترضة في اللجام في فم الدّابّة، ويعبر بقوتها عن شدة البأس وصعوبة الانقياد.
13- كُلُوح الأيام: عبوسها.
14- كُدوح الليالي: الكُدُوح جمع كَدْح ـ بالفتح ـ وهو الخدْش وأثر الجراحات.
15- يَنْعه ـ بفتح الياء ويجوز ضمها ـ: حال نُضْجه.
16- الشّقَاشِق: جمع شِقْشِقة، وهي شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج، وصوت البعير بها عند إخراجها: هَدِير.
17- بَوَارِقُهُ: سيوفه ورماحه.
18- القاصِف: هو ما اشتدّ صوته من الرعد والريح وغيرهما.
19- العاصف: ما اشتدّ من الريح، والمراد مزعجات الفتن.
20- «تلتفّ القرون بالقرون»: كناية عن الاشتباك بين قواد الفتنة وبين أهل الحق كما تشتبك الكباش بقرونها عند النّطاح.
21- يُحْصَدُ القائِمُ: ما بقي من الصلاح قائماً يُحْصَدُ.
22- يُحْطَمُ المَحْصُودُ: ما كان قد حُصِد يحطم ويهشم.



الفهرسة