ومن كلام له عليه السلام لمّا أنفذ عبدالله بن العباس إلى الزبير يستفيئه إلى طاعته قبل حرب الجمل لاتَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ (1)، يَرْكَبُ الصَّعْبَ (2) وَيَقُولُ: هُوَ الذَّلُولُ، وَلكِنِ الْقَ الزُّبَيْرَ، فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيكَةً (3)، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ ابْنُ خَالِكَ: عَرَفْتَني بَالْحِجَازِ وَأَنْكَرْتَنِي بِالعِرَاقِ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا (4). قال السيد الشريف: وهو عليه السلام أوّل من سمعت منه هذه الكلمة، أعني: «فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا».
الهوامش
1- عاقصاً قَرْنه: من «عقص الشعر» إذا ضفره وفَتله ولواه، كناية عن تغطرسه وكِبره.
2- يركب الصعب: يستهين به ويزعم أنه ذلول سهل، والصعب: الدابة الجموح.
3- العريكة: الطبيعة والخلق، وأصل العَرْك دَلكُ الجسد بالدّباغ وغيره.