الرسالة ٣٤: إلى محمد بن أبي بكر
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٣٤: إلى محمد بن أبي بكر

 البحث  الرقم: 276  المشاهدات: 3521
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر، لما بلغه توجّده (1) من عزله بالاشتر عن مصر، ثم توفي الاشتر في توجهه إلى هناك قبل وصوله إليها
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَوْجِدَتُكَ (2) مِنْ تَسْرِيحِ (3) الْأَشْتَرِ إِلَى عَمَلِكَ (4)، وَإِنِّي لَمْ أَفْعَلْ ذلِكَ اسْتِبْطَاءً لَكَ فِي الجَهْدِ، وَلاَ ازدِياداً لَكَ فِي الْجِدِّ، وَلَوْ نَزَعْتُ مَا تَحْتَ يَدِكَ مِنْ سُلْطَانِكَ، لَوَلَّيْتُكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ مَؤُونَةً، وَأَعْجَبُ إِلَيْكَ وِلاَيَةً.
إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي كُنْتُ وَلَّيْتُهُ أَمْرَ مِصْرَ كَانَ رَجُلاً لَنَا نَاصِحاً، وَعَلَى عَدُوِّنَا شَدِيداً نَاقِماً (5)، فَرَحِمَهُ اللهُ! فَلَقَدِ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ، وَلاَقَى حِمَامَهُ الموت
.">(6)، وَنَحْنُ عَنْهُ رَاضونَ، أَوْلَاهُ اللهُ رِضْوَانَهُ، وَضَاعَفَ الثَّوَابَ لَهُ.
فَأَصْحِرْ (7) لِعَدُوِّكَ، وَامْضِ عَلَى بَصيرَتِكَ، وَشَمِّرْ لِحَرْبِ مَنْ حَارَبَكَ، وَادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ، وَأَكْثِرِ الْإِسْتِعَانَةَ بِاللهِ يَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ، وَيُعِنْكَ عَلَى مَا يُنْزِلُ بِكَ، إِنْ شَاءَ اللهُ.

الهوامش

1- توجّده: تكدّره.
2- مَوْجِدتك أي: غيظك.
3- التسريح: الاِرسال.
4- العمل هنا: الولاية.
5- ناقماً: أي كارهاً.
6- الحِمام ـ بالكسر ـ: الموت.
7- أصْحِرْ له أي: ابرزْ له، من أصحر: إذا برز للصحراء.



الفهرسة