|
الخطبة ٤٢: فيها يحذر من اتباع الهوى وطول الامل في الدنيا |
البحث
الرقم: 43
المشاهدات: 8369
قائمة المحتويات
ومن خطبة له عليه السلام وفيها يحذر من اتباع الهوى وطول الامل في الدنيا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ (1)؛ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ. أَلاَ وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ (2)، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ (3) كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا (4)، أَلاَ وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَداً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ. قال الشريف: أقول: الحذاء، السريعة، ومن الناس من يرويه (جذّاء).
الهوامش
1- طُولُ الامَلِ: هو استفساح الاجل، والتسويف بالعمل.
2- الحَذّاء ـ بالتشديد ـ: الماضية السريعة.
3- الصبابة ـ بالضم ـ: البقيّة من الماء واللبن في الاناء.
4- اصطبّها صابّها: كقولك: أبقاها مبقيها، أوتركها تاركها. جذّاء – بالجيم – أي: مقطوع خيرها ودرَّها.
|
|