ومن كلام له عليه السلام قاله لمروان بن الحكم بالبصرة قالوا: أُخِذَ مروان بن الحكم أَسيراً يوم الجمل، فاستشفع (1) الحسن والحسين عليهما السلام إلى أَميرالمؤمنين عليه السلام، فكلّماه فيه، فخلّى سبيله، فقالا له: يبايعك يا أميرالمؤمنين؟ فقال عليه السلام: أَفَلَمْ يُبَايِعْنِي بَعْدَ قَتْلِ عُثْمانَ؟ لاَ حَاجَةَ لِي في بَيْعَتِهِ! إِنِّهَا كَفٌّ يَهُودِيَّةٌ (2)، لَوْ بَايَعَنِي بِكَفِّهِ لَغَدَرَ بِسُبَّتِهِ الخفي.">(3). أَمَا إِنَّ لَهُ إِمْرَةً كَلَعْقَةِ الْكَلْبِ أَنْفَهُ، وَهُوَ أَبُوالْأَكُبُشِ الْأَرْبَعَةِ، وَسَتَلْقَى الْأُمَّة مِنْهُ وَمِنْ وَلَدِهِ يَوْمَاً أَحْمَرَ!
الهوامش
1- استشفعهما إليه: سألهما أن يشفعاله عنده. وليس من الجيد قولهم: استشفعت به.
2- كفّ (يهوديّة): أي غادرة ماكرة.
3- السُّبّة ـ بالضم ـ: الإست، وهما مما يحرص الإِنسان على إخفائه، وكني به عن الغدر الخفي.