وبإلاسناد عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سأل رجل أبي (عليه السلام) عن حروب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان السائل من محبينا، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) بخمسة أسياف: ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) (1)، وسيف منها مكفوف (2) وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا، وحكمه الينا، فأمّا السيوف الثلاثة المشهورة (3) فسيف على مشركي العرب قال الله عزّ وجلّ (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) (4) (فإن تابوا ـ يعني: آمنوا ـ وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدّين) (5) فهؤلاء لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام وأموالهم (6) وذراريهم سبي على ما سن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنه سبى وعفا وقبل الفداء، والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا) (7) نزلت هذه الآية في أهل الذمة، ثم نسخها قوله عزّ وجلّ: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (8) فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل وما لهم فيء وذراريهم سبي واذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم، وحلت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم، ولم تحل لنا مناكحتهم، ولم يقبل منهم الا الدخول في دار الاسلام أو الجزية أو القتل، والسيف الثالث سيف على مشركي العجم ـ يعني: الترك والديلم والخزر ـ قال الله عزّ وجلّ في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال: (فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما مَنّاً بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (9) فأما قوله: (فأما منّاً بعد) يعني: بعد السبي منهم (واما فداء) يعني: المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام، فهؤلاء لن يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا تحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب، وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل، قال الله عزّ وجلّ: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) (10) فلما نزلت هذه الاية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي (صلى الله عليه وآله) من هو، فقال: خاصف النعل ـ يعني: أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ فقال عمّار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثا، وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغونا المسعفات (11) من هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكّة يوم فتح مكّة فإنّه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه (12) فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم البصرة: نادى لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا (13) على جريح، ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن، وأما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم (14) به القصاص، قال الله عزّ وجلّ: (النفس بالنفس والعين بالعين) (15) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا، فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا (16) (صلى الله عليه وآله) فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها أو أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله). ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد(17)، وكذا الذي قبله. ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن القاسم بن محمد مثله علي بن ابراهيم 2: 320.">(18). محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني نحوه، وترك حكم أموال المشركين وذراريهم وحكم أموال أهل الكتاب وذراريهم ومناكحتهم (19). وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن محمد القاساني نحوه.
منابع
الكافي 5: 10 | 2.
پاورقي ها
1- الانعام 6: 158.
2- في الاستبصار: ملفوف (هامش المخطوط).
3- في التهذيب والاستبصار: الشاهرة (هامش المخطوط).
4- التوبة 9: 5.
5- التوبة 9: 11.
6- في الخصال: وما لهم فيء (هامش المخطوط).
7- البقرة 2: 83.
8- التوبة 9: 29.
9- محمد 47: 4.
10- الحجرات 49: 9.
11- في التهذيب: السعفات.
12- في التهذيب والاستبصار زيادة: او دخل دار ابي سفيان (هامش المخطوط).
13- في التهذيب والاستبصار: لا تتموا (هامش المخطوط).