جستجو
شماره: 266
بازديدها: 1004
فهرست
ومن وصية له عليه السلام بما يُعمل في أمواله، كتبها بعد منصرفه من صفين: هذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَالِهِ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، لِيُولِجَهُ (1) بِهِ الْجَنَّةَ، وَيُعْطِيَهُ الْأَمَنَةَ (2). منها: فَإِنَّهُ يَقُومُ بِذلِكَ الْحَسنُ بْنُ علِيّ، يأْكُلُ مِنْهُ بِالْمعْروفِ، وَيُنْفِقُ مِنْهُ بِالمَعْروُفِ، فَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ الموت.">(3) وَحُسَيْنٌ حَيٌّ، قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ، وَأَصْدَرَهُ (4) مَصْدَرَهُ. وَإِنَّ لِإِبْنَيْ فَاطِمَةَ مِنْ صَدَقَةِ عَلِيّ مِثْلَ الَّذِي لِبَنِي عَلِيّ، وَإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ الْقِيَامَ بِذلِكَ إِلَى ابْنَيْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، وَقُرْبَةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَكْرِيماً لِحُرْمَتِهِ، وَتَشْرِيفاً لِوُصْلَتِهِ (5). وَيَشْتَرِطُ عَلَى الَّذِي يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتْرُكَ الْمَالَ عَلَى أُصُولِهِ (6)، وَيُنْقفِقَ مِنْ ثَمَرِهِ حَيْثُ أُمِرَ بِهِ وَهُدِيَ لَهُ، أَلاَّ يَبِيعَ مِنْ أَوْلَادِ نَخِيلَ هذِهِ الْقُرَى وَدِيَّةً (7) حَتَّى تُشْكِلَ أَرْضُهَا غِرَاساً. وَمَنْ كَانَ مِنْ إِمَائِي ـ اللاَّتِي أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ (8) ـ لَهَا وَلَدٌ، أَوْهِيَ حَامِلٌ، فَتُمْسَكُ عَلَى وَلَدِهَا وَهِيَ مِنْ حَظِّهِ، فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وَهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتِيقَةٌ، قَدْ أَفْرَجَ عَنْهَا الرِّقُّ، وَحَرَّرَهَا الْعِتْقُ.قال الشريف: قوله عليه السلام في هذه الوصية: "وألا يبيع من نخلها وَدِيَّةً"، الوَدِيَّةُ: الفَسِيلَةُ، وجمعها وَدِيٌّ. وَقوله عليه السلام: "حتى تشكل أرضها غراساً" هو من أفصح الكلام، والمراد به: أن الأرض يكثر فيها غراس النخل حتّى يراها الناظر على غير تلك الصفة التي عرفها بها فيشكل عليه أمرها ويحسبها غيرها.
پاورقي ها
2- الأمَنَةُ ـ بالتحريك ـ: الأمن.
3- الحَدَث ـ بالتحريك ـ: الحادث، أي الموت.
4- أصدره: أجراه كما كان يجري على يد الحسن.
5- الوُصْلة ـ بالضم ـ: الصلة وهي هنا القرابة.
6- ترك المال على أصوله: أن لا يباع منه شيء ولا يقطع منه غرس.
7- الوَدِيّة ـ كهديّة ـ: واحدة الودي أي صغار النخل، وهو هنا الفَسِيل.
8- أطوف عليهن: كناية عن غشيانهن.
|