وعن المعلى أيضا قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) في صبيحة يوم النيروز فقال يامعلى أتعرف هذا اليوم؟ قلت: لا، ولكنه يوم تعظمه العجم وتتبارك فيه، قال: كلا والبيت العتيق الذي ببطن مكة، ما هذا اليوم إلا لامر قديم افسره لك حتى تعلمه، قلت: تعلّمي هذا من عندك أحب إلي من أن تعيش أترابي (1) ويهلك الله أعداءكم، قال: يا معلى، يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يدينوا لرسله وحججه وأوليائه، وهو أول يوم طلعت فيه الشمس، وهبت فيه الرياح اللواقح، وخلقت فيه زهرة الارض، وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، وهو اليوم الذي أحيا الله فيه القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله: موتوا، ثم أحياهم، وهو اليوم الذي كسر فيه إبراهيم أصنام قومه، وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) على منكبيه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام وهشمها الخبر بطوله.
Sources
المهذب: 195، والبحار 59: 119.
Footnotes
1- الاتراب، جمع ترب: وهو من كان في مثل عمر صاحبه. (لسان العرب 1: 231). وفي المصدر: أن اعيش ابدا، بدل (تعيش اترابي).