أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج): عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ أن زنديقا قال له: أخبرني عن المجوس كانوا أقرب الى الصواب فى دينهم، أم العرب؟ قال: العرب في الجاهلية كانت أقرب الى الدين الحنيفي من المجوس، وذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء ـ الى أن قال ـ وكانت المجوس لا تغتسل من الجنابة، والعرب كانت تغتسل، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وكانت المجوس لا تختتن، والعرب تختتن وهو من سنن الأنبياء، وإن أول من فعل ذلك إبراهيم الخليل، وكانت المجوس لا تغسل موتاها ولا تكفنها، وكانت العرب تفعل ذلك، وكانت المجوس ترمي بالموتى في الصحاري والنواويس (1)، والعرب تواريها في قبورها وتلحدها، وكذلك السنة على الرسل، إن أول من حفر له قبر آدم أبو البشر، والحد له لحد، وكانت المجوس تأتي الأمهات وتنكح البنات والأخوات، وحرمت ذلك العرب، وأنكرت المجوس بيت الله الحرام، وسمته بيت الشيطان، وكانت العرب تحجه وتعظمه وتقول بيت ربنا، وكانت العرب في كل الأسباب (2) أقرب الى الدين الحنيفية من المجوس ـ الى أن قال ـ فما علة الغسل من الجنابة، وإنما أتى الحلال، وليس من الحلال تدنيس؟ قال (عليه السلام): إن الجنابة بمنزلة الحيض، وذلك أن النطفة دم لم يستحكم، ولا يكون الجماع الا بحركة شديدة وشهوة غالبة، فإذا فرغ الرجل تنفس البدن، ووجد الرجل من نفسه رائحة كريهة، فوجب الغسل لذلك، وغسلالجنابة مع ذلك أمانة ائتمن الله عليها عبيده ليختبرهم بها.
Sources
الاحتجاج: 346 باختلاف في بعض العبارات.
Footnotes
1- النواويس: جمع الناووس على فاعول وهو مقبرة النصارى (مجمع البحرين 4: 120).