الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي في (مكارم الاخلاق) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه كان يأكل الاصناف من الطعام، وكان يأكل القثاء بالرطب، وكان أحبها إليه البطيخ والعنب، وكان يأكل البطيخ بالخربز (1)، وربما أكل بالسكّر، وربما أكل البطيخ بالرطب، وكان إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه، وكان ربما أكل العنب حبة حبة، وكان يأكلالجبن، وكان يأكل التمر ويشرب عليه الماء، وكان التمر والماء أكثر طعامه، وكان يأكل اللبن والتمر والهريسة، وكان أحب الطعام إليه اللحم، وكان يحب القرع ويعجبه الدبى ويلتقطه من الصحفة وكان يأكل الدجاج ولحم الوحش والطير والخبز والسمن والخل والهندباء والباذروج (2) وبقلة الانصار ويقال لها: الكرنب (3). وفيه نقلا من كتاب (البصائر) (4) عن محمد بن جعفر العاصمي، عن أبيه، عن جده قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا، فأتينا المدينة، وقصدنا مكانا ننزله، فاستقبلنا غلام لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام على حمار له أخضر يتبعه الطعام، فنزلنا بين النخل، وجاء هو فنزل وأتى بالطشت والماء، فبدأ وغسل يديه وادير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا، ثم أعيد عن يساره حتى أتى على آخرنا، ثم قدم الطعام فبدء بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثنى بالحلو (5)، ثم أتى بكتف مشوي، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أتى بالخل والزيت، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة (عليها السلام)، ثم أتى بالسكباج فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أتى بلحم مغلو (6) فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي (عليه السلام)، ثمّ أتى بلبن حامض قد ثرد، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي (عليه السلام)، ثم أتي بأضلاع باردة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم أتى بحب مبرز (7)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي (عليه السلام)، ثم اتي بتور فيه بيض كالعجة طعام من البيض. (القاموس المحيط ـ عجج ـ 1: 198).">(8)، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا طعام كان يعجب جعفرا (9) (عليه السلام)، ثم أتي بحلوا، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام يعجبني، ثم رفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها، فقال: مه ان ذلك في المنازل تحت السقوف فأما مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم، ثم أتي بالخلال (10) وقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك، فما أجابك فابتلعه، وما امتنع بالخلال ثم تخرجه بالخلال فتلفظه، واتي بالطشت والماء فابتدء بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل، ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم، ثم قال: ياعاصم! كيف أنتم في التواصل والتبار؟ فقال: على أفضل ما كان عليه أحد، فقال: يأتي (11) أحدكم إلى منزل أخيه فلا يجده، فيأمر بإخراج كيسه فيفض ختمه، فيأخذ من ذلك حاجته، فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: لستم على ماأحب من التواصل والصنيعة للفقراء.
Sources
مكارم الاخلاق: 29 ـ 30 مقطع، من بداية الحديث 57 إلى نهاية الباب لم يرد في النسخة الخطية.
Footnotes
1- الخربز: نوع من البطيخ حلو.
2- الباذروج: نوع من البقول يقوي القلب جدا، وهو مقبض للبطن. (القاموس المحيط ـ بذرج ـ 1: 178).
3- الكرنب: نبات له ساق غليظة قصيرة وبرعم في الرأس، ملفوف ورقه بعضه على بعض. (المعجم الوسيط 2: 785).
4- مكارم الاخلاق: 144.
5- في المصدر: بالخل.
6- في المصدر: مقلو.
7- في المصدر: بجبن مبزر، الابزار: التوابل، (الصحاح ـ بزر ـ 2: 589).
8- العجة: طعام من البيض. (القاموس المحيط ـ عجج ـ 1: 198).
9- في المصدر: أبي جعفر.
10- في هامش المصححة الاولى: الخلال ـ بالكسر ـ: ما يتخلل به الاسنان. (مجمع).