محمّد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في كلام يوصي أصحابه: تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقرّبوا بها، فإنّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: (ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلّين) (1) وإنّها لتحتّ الذنوب حتّ الورق، وتطلقها إطلاق الربق (2)، وشبّهها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحمّة (3) تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرّات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن، وقد عرف حقها رجال من المؤمنين، الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) (4)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصباً بالصلاة بعد التبشير له بالجنّة، لقول الله سبحانه (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) (5) فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه.
Sources
نهج البلاغة 2: 204 | 194، ويأتي ذيله في الحديث 15 من الباب 1 من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
Footnotes
1- المدثر 74: 42 ـ 43.
2- الربق: حبل فيه عدة حلقات تجعل في أعناق صغار الضأن، فيجمع الحبل الواحد عدة منها (لسان العرب 10: 112).
3- الحَمَّة: عين فيها ماء حار يستشفى بالغسل منه. (لسان العرب 12: 154).