محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في (الإرشاد) عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، أنّه لمّا تزوّج بنت المأمون وحملها قاصداً إلى المدينة صار إلى شارع باب الكوفة والناس معه يشيّعونه، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس، فنزل ودخل المسجد، وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فيه ماء فتوضّأ في أصل النبقة، وقام فصلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الأولى (الحمد) و (إذا جاء نصر الله والفتح)، وقرأ في الثانية (الحمد) و (قل هو الله أحد)، وقنت قبل ركوعه فيها، وصلّى الثالثة، وتشهّد وسلّم، ثمّ جلس هنيئة يذكر الله وقام من غير أن يعقّب، فصلّى النوافل أربع ركعات وعقّب بعدها، وسجد سجدتي الشكر، ثمّ خرج، فلمّا انتهى الناس إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً جنياً (1) فتعجّبوا من ذلك، وأكلوا منها فوجدوه نبقاً حلواً لاعجم (2) له، فودّعوه ومضى.
Sources
الارشاد: 323.
Footnotes
1- وفي نسخة: حسناً (هامش المخطوط).
2- العَجَم: بالتحريك النوى وكل ما كان في جوف ماكول كالرطب وما أشبهه (الصحاح 5: 1980 هامش المخطوط).