Table Of Content
ومن كلام له عليه السلام لأبي ذررحمه الله لمّا أخرج إلى الربذة المدينة المنورة فيه قبر أبي ذَرّ الغفاري رضي الله عنه والذي أخرجه اليه عثمان بن عفان.">(1) يَاأَبَاذَرٍّ، إِنَّكَ غَضِبْتَ للهِ، فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ، إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلَى دُنْيَاهُمْ، وَخِفْتَهُمْ عَلَى دِينِكَ، فَاتْرُكْ فِي أَيْدِيهِمْ مَا خَافُوكَ عَلَيْهِ، وَاهْرُبْ مِنهُمْ بِمَا خِفْتَهُمْ عَلَيْهِ؛ فَمَا أَحْوَجَهُمْ إِلَى مَا مَنَعْتَهُمْ، وأَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ! وَسَتَعْلَمُ مَنِ الرَّابحُ غَداً، وَالْأَكْثَرُ حُسَّداً. وَلَوْ أَنَّ السَّماَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ كَانَتَا عَلَى عَبْدٍ رَتْقاً، ثُمَّ اتَّقَى اللهَ، لَجَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجاً! لاَ يُؤْنِسَنَّكَ إِلاَّ الْحَقُّ، وَلاَ يُوحِشَنَّكَ إِلاَّ الْبَاطِلُ، فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْيَاهُمْ لِأَحَبُّوكَ، وَلَوْ قَرَضْتَ مِنْهَا (2) لِأَمَّنُوكَ.
Footnotes
1- الرّبَذة ـ بالتحريك ـ: موضع على قرب من المدينة المنورة فيه قبر أبي ذَرّ الغفاري رضي الله عنه والذي أخرجه اليه عثمان بن عفان.
2- قرضت منها: قطعت منها جزءاً واختصصت به نفسك.
|