|
الخطبة ١٣٨: يومىء فيها إلى ذكر الملاحم |
Table Of Content
ومن خطبة له عليه السلام يومىء فيها إلى ذكر الملاحم يَعْطِفُ الْهَوَى عَلَى الْهُدَى إِذَا عَطَفُوا الْهُدَى عَلَى الْهَوَى، وَيَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ. ومنها: حَتَّى تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلَى سَاقٍ، بَادِياً نَوَاجِذُهَا (1)، ممْلُوءَةً أَخْلاَفُهَا (2)، حُلْواً رَضَاعُهَا، عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا. أَلاَ وَفِي غَدٍ ـ وَسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ ـ يَأْخُذُ الْوَالِي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَى مَسَاوِىءِ أَعْمَالِهَا، وَتُخْرِجُ لَهُ الْأَرْضُ أَفَالِيذَ (3) كَبِدِهَا، وَتُلْقي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَالِيدَهَا، فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَة وَ يُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ. ومنها: كأَنَّي بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ، وَفَحَصَ (4) بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ الكوفة.">(5)، فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ (6)، وَفَرَشَ الْأَرْضَ بِالرُّؤُوسِ. قَدْ فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ (7)، وَثَقُلَتْ فِي الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ، بَعِيدَ الْجَوْلَةِ، عَظِيمَ الصَّوْلَةِ. وَاللهِ لِيُشَرِّدَنَّكُمْ (8) فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ إِلاِّ قَلَيلٌ، كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ، فَلاَ تَزَالُونَ كَذلِكَ، حَتَّى تَؤُوبَ إِلَى الْعَرَبِ عَوَازِبُ أَحْلاَمِهَا (9)! فَالْزَمُوا السُّنَنَ الْقَائِمَةَ، وَالْآثَارَ الْبَيِّنَةَ، وَالْعَهْدَ الْقَرِيبَ الَّذِي عَلَيْهِ بَاقِي النُّبُوَّةِ. وَاعْلَمُوا أَنَّ الشَّيْطَانَ إِنَّمَا يُسَنِّي (10) لَكُمْ طُرُقَهُ لِتَتَّبِعُوا عَقِبَهُ.
Footnotes
1- النواجذ: أقصى الأضراس أو الأنياب. وَبُدُوّ النواجذ: كناية عن شدة الأحتدام.
2- الأخلاف: جمع خلف ـ بالكسر ـ وهو للناقة حلمة الضرع.
3- أفاليذ ـ جمع أفْلاذ، جمع فلذة ـ وهي القطعة من الذهب والفضة.
6- الضّروس: الناقة السيئة الخُلُق تعضّ حالبها.
7- «فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ»: انفتح فمه، وأكّد الفعل بذكر الفاعل من لفظه.
9- عوازب أحلامها: غائبات عقولها.
|
|