ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي عَلَى التَّرَدُّدِ فِي جَوَابِكَ، وَالْإِسْتِماعِ إِلَى كِتَابِكَ، لَمُوَهِّنٌ (1) رَأْيِي، وَمُخَطِّىءٌ فِرَاسَتي صدق ظني.">(2). وَإِنَّكَ إِذْ تُحَاوِلُنِي الْأُمُورَ الشام ونحوها.">(3) وَتُرَاجِعُنِي السُّطُورَ (4)، كَالْمُسْتَثْقِلِ النَّائِمِ تَكْذِبُهُ أَحَلاَمُهُ نومه: يحلم أنه نال شيئاً، فإذا انتبه وجد الرؤيا كذبت، أي عليه، فأمانيك فيما تطلب شبيهة بالأحلام، إنْ هي إلاّ خيالات باطلة.">(5)، وَالْمُتَحَيِّرِ الْقَائِمِ يَبْهَظُهُ (6) مَقَامُهُ، لاَ يَدْرِي أَلَهُ مَا يَأَتِي أَمْ عَلَيْهِ، وَلَسْتَ بِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ بِكَ شَبِيهٌ. وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْلاَ بَعْضُ الْإِسْتِبْقَاءِ (7) لَوَصَلَتْ إِلَيْكَ مِنِّي قَوَارِعُ (8)، تَقْرَعُ (9) الْعَظْم، وَتَهْلِسُ (10) اللَّحْمَ! وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَكَ (11) عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِكَ، وَتَأْذَنَ (12) لِمَقَالِ نَصِيحَتِكَ، وَالسَّلاَمُ لِأَهْلِهِ.
Footnotes
1- مُوَهِّن: مضعف.
2- فِراستي ـ بالكسر ـ أي صدق ظني.
3- حَاوَل الأمر: طلبه ورَامَهُ، أي تطالبني ببعض غاياتك كولاية الشام ونحوها.
4- تراجعني السطور أي: تطلب مني أن أرجع إلى جوابك بالسطور.
5- كالمُسْتَثْقِل النائم: يقول أنت في محاولتك كالنائم الثقيل نومه: يحلم أنه نال شيئاً، فإذا انتبه وجد الرؤيا كذبت، أي عليه، فأمانيك فيما تطلب شبيهة بالأحلام، إنْ هي إلاّ خيالات باطلة.
6- يُبْهِظه: أي يُثْقِله ويشقّ عليه مقامه.
7- الاستبقاء: الإبقاء، والمراد إبقائي لك وعدم إرادتي لإهلاكك.