زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) المخصوصة
المسار الصفحة الرئيسة » الأدعية والزيارات » الزيارات » زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) المخصوصة

 البحث  الرقم: 318  المشاهدات: 95380
قائمة المحتويات

فضل زيارة مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا صلوات الله عليه

في فضل زيارة مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا صلوات الله عليه
في فضل زيارة امام الانس والجنّ المدفون بأرض الغُربة، بضعة سيّد الورى مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ائمّة الهدى، وفي كيفيّة زيارته وفضيلتها أكثر من أن يُحصى، ونحن هُنا نتبرّك بذكر عدّة احاديث ننقل اكثرها عن تحفة الزّائر:
الاوّل: عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مؤمن الاّ أوجب الله له الجنّة وحرّم جسده على النّار.
وقال في حديث معتبر آخر: ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مكروب الاّ نفّس الله كُربته، ولا مُذنب الاّ غفر الله ذنُوبه.
الثّاني: روي بسند معتبر عن موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليهما قال: من زار قبر ولدي علي (عليه السلام) كان له عند الله عزّوجلّ سبعون حجّة مبرورة. قال الرّاوي مستبعداً سبعين حجّة مبرورة، قال: نعم، سبعين ألف حجّة. قال: سبعين ألف حجّة؟! قال: ربّ حجّة لا تقبل، من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زارَ الله في عرشه، قُلت: كمن زار الله في عرشه؟! قال: نعم، اذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عزّوجلّ أربعة من الاوّلين وأربعة من الاخرين، فأمّا الاوّلون فنوح وابراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام)، وأمّا الاربعة الاخرون فمحمّد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثمّ يمد المطمار، فيقعد معنا زوّار قبور الائمة، الاّ وانّ أعلاهم درجة وأوفرهم حبوة زوّار قبر ولدي علي (عليه السلام).
الثّالث: روي عن الامام الرّضا (عليه السلام) قال: انّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة وتصعد فوج حتّى ينفخ في الصّور، فقالوا: يا ابن رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما هي البقعة؟ قال: هي بأرض طُوس وانّها والله رُوضة من رياض الجنّة، مَن زارني فيها كان كما لو زار رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتب الله له بذلك ألف حجّة مقبولة، وألف عمرة مقبولة، وكنتُ أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.
الرّابع: بأسانيد صحاح عن ابن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) أبلغ شيعتي انّ زيارتي تعدل عند الله عزّوجلّ ألف حجّة، فرويت الحديث عند الامام محمّد التّقي صلوات الله عليه، قال: اي والله ألف ألف حجّة لمن زاره عارفاً بحقّه.
الخامس: روي بسندين معتبرين عن الرّضا صلوات الله وسلامه عليه قال: من زارني على بُعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتّى أخلّصه مِن أهوالها: اذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصّراط، وعند الميزان.
السّادس: قال ايضاً في حديث معتبر آخر: انّي سأقتل مسمُوماً مظلوماً واُقبر الى جنب هارون، ويجعل الله عزّوجلّ تربتي مختلف شيعتي، فمن زارني في غُربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والّذي اكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين الاّ استحقّ المغفرة من الله عزّوجلّ يوم يلقاه، والّذي أكرمنا بعد محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالامامة وخصّنا بالوصيّة انّ زوّار قبري لاكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السّماء الاّ حرّم الله جسده على النّار.
السّابع: بسند معتبر عن محمّد بن سليمان انّه سأل الامام محمّد التّقي صلوات الله وسلامه عليه عن رجل حجّ حجّة الاسلام فدخل متمتّعاً بالعُمرة الى الحجّ، فأعانه الله تعالى على حجّة وعُمرة، ثمّ أتى المدينة فسلّم على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفاً بحقّه يعلم انّه حجّة الله على خلقه وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عليه، ثمّ أتى أبا عبد الله (عليه السلام)، فسلّم عليه ثمّ أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى (عليه السلام)، ثمّ انصرف الى بلاده، فلمّا كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به فأيّهما أفضل هذا الّذي حجّ حجّة الاسلام يرجع ايضاً فيحجّ أو يخرج الى خراسان الى أبيك عليّ بن مُوسى الرّضا (عليه السلام) فيسلّم عليه؟ قال: بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي أفضل، وليكن ذلك في رجب ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فانّ علينا وعليكم من السّلطان شنعة.
الثّامن: روى الصّدوق في كتاب مَن لا يحضره الفقيه عن الامام محمّد التّقي (عليه السلام) قال: انّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة مَن دخلها كان آمناً يوم القيامة من النّار.
التّاسع: وروي عنه (عليه السلام) قال: ضمنت لمن زار أبي بطُوس عارفاً بحقّه الجنّة على الله تعالى.
العاشر: روى الصّدوق في عُيون أخبار الرّضا (عليه السلام) عن رجل من الصّالحين انّه رأى في المنام رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: يا رسُول الله أيّاً من أبنائك أزور؟ قال: بعضهم وفدوا عليّ مسمُوماً وبعضهم وفدوا مقتولاً، فقال: أيّهم أزور مع تفرّق مشاهدهم؟ قال: زُر أقربهم اليك وهُومدفُون بأرض الغربة، قُلت: يا رسُول الله تعني بذلك الرّضا (عليه السلام)؟ قال: قُل: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قُل: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قُل: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قاله ثلاثاً.
أقول: قد عقد في كتاب الوسائل وكتاب المُستدرك أبواباً في استحباب التبرّك بمشهد الرّضا ومشاهد الائمة (عليهم السلام) واستحباب اختيار زيارة الرّضا على زيارة الحسين (عليهما السلام) وعلى زيارة كلّ من الائمة (عليهم السلام) وعلى الحجّ المندوب والعُمرة المندُوبة، ولما كان هذا الكتاب لا يسعُ التّطويل فقد اكتفينا بهذه العشرة الكاملة من الاخبار.

كيفيّة زيارته (عليه السلام)

وأمّا كيفيّة زيارته (عليه السلام) فاعلم انّه قد ذكر له زيارات عديدة والمشهورة منها هي ما وردت في الكتب المعتبرة ونسبت الى الشّيخ الجليل محمّد بن الحسن بن الوليد وهو من مشايخ الصّدوق (رحمه الله)، ويظهر من مزار ابن قولويه انّها مرويّة عن الائمّة (عليهم السلام)، وكيفيّتها على ما يوافق كتاب مَن لا يحضره الفقيه: انّك اذا أردت زيارة قبر الرّضا (عليه السلام) بطُوس فاغتسل قبلما تخرج من الدّار وقُل وأنت تغتسل:
اَللّـهُمَّ طَهِّرْني وَطَهِّرْ لي قَلْبي وَاشْرَحْ لي صَدْري وَاَجْرِ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَاِنَّهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ لي طَهُوراً وَشِفاءً.
وقل وأنت تخرج:
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَاِلَى اللهِ وَاِلَى ابْنِ رَسُولِ اللهِ، حَسْبِىَ اللهُ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَاِلَيْكَ قَصَدْتُ وَما عِنْدَكَ اَرَدْتُ.
فاذا خرجت فقف على باب دارك وقُل:
اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ اَهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني، وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تُخَيِّبْني، يا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ اَرادَهُ، وَلا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاحْفَظْني بِحِفْظِكَ فَاِنَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ.
فاذا وافيت سالماً ان شاء الله فاغتسل اذا أردت أن تزُور وقُل حين تغتسل:
اَللّـهُمَّ طَهِّرْني وَطَهِّرْ لي قَلْبي وَاشْرَحْ لي صَدْري وَاَجْرِ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَاِنَّهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ قِوامَ ديني التَّسْليمُ لاَِمْرِكَ وَالاِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَالشَّهاَدَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ لي شِفاءً وَنُوراً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ.
والبس أطهر ثيابك وامشِ حافياً، وعليك السّكينة والوقار واذكُرِ الله بقلبك وقُل: اَللهُ اَكْبَرُ ولا اِلـهَ اِلاّ اللهُ وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ للهِ، وقصّر خطاك، وقُل حين تدخل الرّوضة المُقدّسة: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّ اللهِ، وسِر حتّى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك وقُل:
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الاَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ اَجْمَعينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب عَبْدِكَ وَاَخي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَاُمِّ السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ، سَيِّدَةِ نِساءِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْقائِمَيْنِ في خَلْقِكَ، وَالدَّليلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانَيِ الدّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَيْ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَبْدِكَ الْقائِمِ في خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانِ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ سَيِّدِ الْعابِدينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَليفَتِكَ في اَرْضِكَ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ اَجْمَعينَ الصّادِقِ الْبارِّ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر عَبْدِكَ الصّالِحِ وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ النّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ الْقائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدّاعي اِلى دينِكَ وَدينِ آبائِهِ الصّادِقينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ بِاَمْرِكَ وَالدّاعي اِلى سَبيلِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُحَمَّد عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعامِلِ بِاَمْرِكَ الْقائِمِ في خَـلْقِكَ وَحُجَّتِكَ الْمُؤَدّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، الَمخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدّاعي اِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ في خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ بِها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَاُوالي وَلِيَّهُمْ وَاُعادي عَدُوَّهُمْ، فَارْزُقْني بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا والاْخِرَةِ وَاَهْوالَ يَوْمِ الْقِيامَةِ.
ثمّ تجلس عند رأسه وتقُول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِسْماعيلَ ذَبيحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيٍّ وَلِيِّ اللهِ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الْبارّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبارُّ التَّقِيُّ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تنكبّ على القبر وتقول:
اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ اَرْضي وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيْرِ قَضاءِ حاجَتي، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ ابْنِ اَخي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا مَوْلايَ اَتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري، فَكُنْ لي شافِعاً اِلَى اللهِ يَوْمَ فَقْري وَفاقَتي فَلَكَ عِنْدَ اللهِ مَقامٌ مَحْمُودٌ وَاَنْتَ عِنْدَهُ وَجيهٌ.
ثمّ ترفع يدك اليُمنى وتبسط اليُسرى عَلى القبر وتقول:
اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلايَتِهِمْ، اَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَهُمْ، وَاَبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَة دُونَهُمْ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهَمُوا نَبيَّكَ، وَجَحَدُوا بِاياتِكَ، وَسَخِرُوا بِاِمامِكَ، وَحَمَلُوا النّاسَ عَلى اَكْتافِ آلِ مُحَمَّد، اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِالْلَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ يا رَحْمنُ.
ثمّ تحوّل عند رجليه وتقُولُ:
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ، صَلَّى اللهُ عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، صَبَرْتَ وَاَنْتَ الصّادِقُ الْمُصَدَّقُ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالاَيْدي وَالاَلْسُنِ.
ثمّ ابتهل في اللّعنة على قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسُول الله، ثمّ تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في احداهما يس وفي الاُخرى الرّحمن وتجتهد في الدّعاء والتّضرّع واكثر من الدّعاء لنفسك ولوالديك ولجميع اخوانك من المؤمنين وأقم عند رأسه ما شئت ولتكن صلوتك عند القبر.
أقول: هذه الزّيارة هي أحسن زياراته (عليه السلام) وكلمة وَسَخِرُوا بِاِمامَتِكَ الواردة في آخر هذه الزّيارة قد ضبطت في كتاب الفقيه والعيون وكُتب العلاّمة المجلسي وغيره بميمين كما صنعنا نحن هُنا فيكون المعنى سخرُوا بامامة الّذي أنت قد عيّنته لهم، ولكن الكلمة تجدها مضبوطة في كتاب مصباح الزّائر هكذا: وَسَخِرُوا بِاَيّامِكَ وعلى هذا ايضاً يصحّ المعنى بل هُوالاولى من بعض الوجُوه فالايّام هم الائمّة (عليهم السلام) كما يُعرف من خبر صقر بن أبي دلف الماضي في الفصل الخامس من الباب الاوّل.
واعلم ايضاً انّ اللّعن على قاتلي الائمة (عليهم السلام) حسن بأيّ لغة كان، ولعلّ الانسب أن يكون اللّعن بهذه العبارة المتّخذة من بعض الادعية:
اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَقَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَقَتَلَةَ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَعْداءَ آلِ مُحَمَّد وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ وَهَواناً فَوْقَ هَوان وَذُلاًّ فَوْقَ ذُلٍّ وَخِزْياً فَوْقَ خِزْى، اَللّـهُمَّ دُعَّهُمْ اِلَى النّارِ دَعّاً، وَاَرْكِسْهُمْ في اَليمِ عَذابِكَ رَكْساً، وَاحْشُرْهُمْ وَاَتْباعَهُمْ اِلى جَهَنَّمَ زُمَراً.

الدّعاء بعد صلاة زيارة الرّضا (عليه السلام)

وفي كتاب تحفة الزّائر انّه قال المفيد: يستحبّ أن يُدعى بهذا الدّعاء بعد صلاة زيارة الرّضا (عليه السلام):
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ يا اَللهُ الدّائِمُ في مُلْكِهِ، الْقائِمُ في عِزِّهِ، الْمُطاعُ في سُلْطانِهِ، الْمُتَفَرِّدُ في كِبْرِيائِهِ، الْمُتَوَحِّدُ في دَيْمُومَةِ بَقائِهِ، الْعادِلُ في بَرِيَّتِهِ، الْعالِمُ في قَضِيَّتِهِ، الْكَريمُ في تَأْخيرِ عُقُوبَتِهِ، اِلهي حاجاتي مَصْرُوفَةٌ اِلَيْكَ، وَآمالي مَوْقُوفَةٌ لَدَيْكَ، وَكُلَّما وَفَّقْتَني مِنْ خَيْر فَاَنْتَ دَليلي عَلَيْهِ وَطَريقي اِلَيْهِ، يا قَديراً لا تَؤُودُهُ الْمَطالِبُ، يا مَلِيّاً يَلْجأُ اِلَيْهِ كُلُّ راغِب، ما زِلْتُ مَصْحُوباً مِنْكَ بِالنِّعَمِ جارِياً عَلى عاداتِ الاِحْسانِ وَالْكَرَمِ، اَسْاَلُكَ بِالْقُدْرَةِ النّافِذَةِ في جَميعِ الاَشْياءِ، وَقَضائِكَ الْمُبْرَمِ الَّذي تَحْجُبُهُ بِاَيْسَرِ الدُّعاءِ، وَبِالنَّظْرَةِ الَّتي نَظَـرْتَ بِها اِلَى الْجِبالِ فَتَشامَخَتْ، وَاِلى الاَرَضينَ فَتَسَطَّحَتْ، وَاِلَى السَّماواتِ فَارْتَفَعْت، وَاِلَى الْبِحارِ فَتَفَجَّرَتْ، يا مَنْ جَلَّ عَنْ اَدَواتِ لَحَظاتِ الْبَشَرِ، وَلَطُفَ عَنْ دَقائِقِ خَطَراتِ الْفِكَرِ، لا تُحْمَدُ يا سَيِّدي اِلاّ بِتَوْفيق مِنْكَ يَقْتَضي حَمْداً، وَلا تُشْكَرُ عَلى اَصْغَرِ مِنَّة اِلاَّ اسْتَوْجَبْتَ بِها شُكْراً، فَمَتى تُحْصى نَعْماؤُكَ يا اِلهي وَتُجازى آلاؤُكَ يا مَوْلايَ وَتُكافَأُ صَنايِعُكَ يا سَيِّدي، وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الْحامِدُونَ، وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشّاكِرُونَ، وَاَنْتَ الْمُعْتَمَدُ لِلذُّنُوبِ في عَفْوِكَ، وَالنّاشِرُ عَلَى الْخاطِئينَ جَناحَ سِتْرِكَ، وَاَنْتَ الْكاشِفُ لِلضُّرِّ بِيَدِكَ، فَكَمْ مِنْ سَيِّئَة اَخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ، وَحَسَنَة ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ، جَلَلْتَ اَنْ يُخافَ مِنْكَ اِلاَّ الْعَدْلُ، وَاَنْ يُرْجى مِنْكَ اِلاَّ الاِحْسانُ وَالْفَضْلُ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِما اَوْجَبَهُ فَضْلُكَ، وَلا تَخْذُلْني بِما يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ، سَيِّدي لَوْ عَلِمَتِ الاَرْضُ بِذُنُوبي لَساخَتْ بي، اَوْ الْجِبالُ لَهَدَّتْني، اَوِ السَّماواتُ لاَخْتَطَفَتْني، اَوِ الْبِحارُ لاََغْرَقَتْني، سَيِّدي سَيِّدي سَيِّدي، مَوْلايَ مَوْلايَ مَوْلايَ، قَدْ تَكَرَّرَ وُقُوفي لِضِيافَتِكَ فَلا تَحْرِمْني ما وَعَدْتَ الْمُتَعَرِّضينَ لِمَسْأَلَتِكَ يا مَعْرُوفَ الْعارِفيِنَ، يا مَعْبُودَ الْعابِدينَ، يا مَشْكُورَ الشّاكِرينَ، يا جَليسَ الذّاكِرينَ، يا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ، يا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ، يا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ، يا مَحْبُوبَ مَنْ اَحَبَّهُ، يا غَوْثَ مَنْ اَرادَهُ، يا مَقْصُودَ مَنْ اَنابَ اِلَيْهِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الاَمْرَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَخْلُقُ الْخَلْقَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الْغَيْثَ اِلاّ هُوَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لي يا خَيْرَ الْغافِرينَ، رَبِّ اِنّي اَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ حَياء، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَجاء، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ، اِنابَة، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَغْبَة، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَهْبَة، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ طاعَة، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ايمان، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ اِقْرار، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ اِخْلاص، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَقْوى، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَوَكُّل، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ذِلَّة، وَاَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ عامِل لَكَ هارِب مِنْكَ اِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتُبْ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحيمِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وَزَكِّ عَمَلي، وَاْشُكرْ سَعْيي، وَارْحَمْ ضَراعَتي، وَلا تَحْجُبْ صَوْتي، وَلا تُخَيِّبْ مَسْأَلَتي يا غَوْثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَاَبْلِغْ اَئِمَّتي سَلامي وَدُعائي وَشَفِّعْهُمْ في جَميعِ ما سَأَلْتُكَ، وَاَوْصِلْ هَدِيَّتي اِلَيْهِمِ كَما يَنْبَغي لَهُمْ، وزِدْهُمْ مِنْ ذلِكَ ما يَنْبَغي لَكَ بِاَضْعاف لا يُحْصيها غَيْرُكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلى اَطْيَبِ الْمُرْسَلينَ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ.
أقول: أورد العلاّمة المجلسي في البحار نقلاً عن بعض مؤلّفات القدماء من الاصحاب زيارة للرّضا (عليه السلام) تُعرف بالزّيارة الجواديّة وفي آخر تلك الزّيارة: ثمّ صلّ للزّيارة وسبّح واهدها اليه (عليه السلام) ثمّ قُل: اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ يا اَللهُ الدّائِمُ، وأورد هذا الدّعاء بكامله فلا تذر الدّعاء به في ذلك المشهد المقدّس اذا زرت بتلك الزّيارة.



الروابط
الأدعية والزيارات: صلاة الإمام الرضا،
زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) الثانية،
الدعاء عقيب زيارات الأئمة (عليهم السلام)،
زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) الثالثة،
دعاء الإمام الرضا،
آداب الزيارة،
...
مفاتيح البحث: زيارة الأئمة،
زيارة الإمام الرضا
المواضيع: الزيارات

الفهرسة